صحيفة واشنطن بوست : على “إسرائيل” الانسحاب من الأراضي المحتلة؛ أو منح الفلسطينيين حقوق مواطنة كاملةً

واشنطن – بال بلس
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أمس الجمعة مقالاً جريئاً بعنوان ” على الاحتلال أن يختار بين الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ أو منح الفلسطينيين الخاضعين تحت سيطرتها حقوق المواطنة الكاملة”.

وتضيف المصادر الأمريكية أن المقال للمختص في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمات الدولية “مايراف زونسزين”، والذي قال في بداية مقاله أن رئيس الاحتلال “هارتسوغ “قد أضاء شموع “الهانوكاة” اليهودي الإسرائيلي في الخليل الفلسطينية، في إشارة إلى تجاوز القانون الدولي بشكل رسمي إسرائيلياً وإقامة احتفال داخل مدينة فلسطينية.

وأضاف بأن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي قد قضى على أحلام نتنياهو بتجديد ولايته، ومحاولات “يائير لابيد” زميل “بينيت” في الحكم؛ لإصلاح علاقات الاحتلال مع الديمقراطيين الأمريكيين ومع الاتحاد الأوروبي، لتعزيز صورة “إسرائيل” كدولة ديمقراطية ليبرالية.

 وأشار بأن مقاطعة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م لا يُعد معاداة للسامية، كون تلك الأراضي “فلسطينية” ومحتلة بالقانون الدولي.

اقرأ أيضاً: التايمز: عريضة موقعة من نصف مليون شخص تدعو لسحب لقب “سير” من “توني بلير”

وأشار بأن التوسع الاستيطاني مستمر في عهد “بينيت” بعد “نتنياهو” بنفس السياسات التي تقمع للفلسطينيين وترفض الانخراط في أي عملية سياسية، مشيراً بخلط حكومة “بينيت” بين أراضي “إسرائيل” وأراضي الضفة الغربية.

وذكر المختص الأمريكي أيضاً في مقاله المنشور في “واشنطن بوست” أن وزيرة التعليم الإسرائيلية قررت حجب جائزة وطنية عن أستاذ رياضيات إسرائيلي لأنه مؤيد لمقاطعة جامعة أرييل كونها تقع في مستوطنة ضخمة بالضفة الغربية، على الرغم من أن جامعة “آرييل” ليست في “إسرائيل”؛ بحسب قول الصحفي الأمريكي.

وأضاف مقاله في واشنطن بوست بأن نائب وزير خارجية الاحتلال قد ألغى اجتماعات كانت مقررة مع مسؤولين بلجيكيين بعد إعلان حكومتهم وضع علامات على منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، معتبراً أن قرار بلجيكا بتصنيف المنتجات الإسرائيلية بالمستوطنات لن يعزز السلام بالمنطقة ويُظهر أن بلجيكا لا تساهم في الاستقرار الإقليمي، بحسب تعبيره

يقول الأمريكي “مايراف زونسزين” بأنه وفقاً لهذا المنطق الإسرائيلي، وإعلان “بينيت” عن تقليص الصراع، وإعلان وزير دفاعه عن تقوية الاقتصاد الفلسطيني؛ فإن السياسة الإسرائيلية تعمل على بقاء الضفة الغربية الفلسطينية مُحتلة بالمستوطنات الإسرائيلية، وإبقاء الفلسطينيين تحت حكم عسكري إسرائيلي؛ رغم الادعاء بتحسين حياتهم.

مقال جريء لصحيفة واشنطن بوست: على الاحتلال الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967 أو منح الفلسطينيين حقوق المواطنة

يضيف، بأنه قد أظهر استطلاع رأي أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يفضلون دولة واحدة على حل دولتين، لكن سياسات الاحتلال تُطبق فعلياً “دولة واحدة”، حيث يتمتع اليهود الإسرائيليين بالحريات التي يُحرم منها الفلسطينيون بنفس الوقت والمكان.

وشدد المختص الأمريكي بأنه يجب على العالم الدولي أن يجبر على الاختيار ما بين” إما الالتزام بسحب وجود الاحتلال العسكري والمدني من مدن وأراضي الضفة الغربية إلى حدود 1967؛ أو منح حق المواطنة والمساواة الكاملة بحقوق مثل التصويت لجميع الذين يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، على الأقل مؤقتاً حتى عودة الحل التفاوضي الحقيقي”.

ويذكر مراقبون أن مقال صحيفة الواشنطن بوست الجريء؛ يُشكل قفزةً نوعيةً للإعلام الأمريكي في تعامله مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما يفتح ثغرةً جديدةً في جدار تبني الرواية الإسرائيلية في الإعلام المركزي الأمريكي.