موضوع تعبير عن القدس العربية كامل العناصر

موضوع تعبير عن القدس العربية كامل العناصر ، يشمل على تفاصيل عن تلك المدينة القديمة التي تُعتبر واحدة من أقدم مُدن العالم، لما تحتويه من تراث وحضارة، عاشت لآلاف السّنين قبل الميلاد، ففي مقالنا هذا سيتم وضع موضوع تعبير عن القدس العربية مكتمل العناصر

مقدمة موضوع تعبير عن القدس العربية

إن مدينة القدس التي تفيض الحُروف عزفًا في حُبّها والوفاء لها، ليست كأيّ من مُدن العالم الأخرى، فلطالما كانت القدس محطّ خلافات وأطماع العالم، فهي من المُدن التاريخيّة القديمة التي يعود النشاط البشري الأقدم على سطحها إلى ما يزيد عن 5000 عام قبل الميلاد، حيث ترتبط المدينة بشكل مُباشر بالديانات الإبراهيمية وأنصارها، وتشمل المسيحيّة عن حياة المسيح فيها، واليهوديّة عن ارتباط حضارتها بمراحل تاريخيّة، ومع الإسلام فكانت فيه أولى القبلتين، وثالث الحرمين، ومسرى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في رحلة الإسراء والمِعراج، وانطلاقًا من ذلك اكتسبت القدس طابعًا ثقافيًا مميّزًا وباقة من الآثار التي ترسم حضارة كلّ مرحلة، فكانت بها القدس، ولا تزال حديثًا عالميًا لم تنته فقراته حتّى الآن.

موضوع تعبير عن القدس العربية

تُعتبر القدس من أبرز وأقدم المُدن العالميّة، وهي العاصمة الشّرعية لدولة فلسطين، منذ الأزل، وفي ذلك يتم التعرّف على فقرات موضوع متكامل في الآتي:

نبذة قصيرة عن القدس

تُعتبر القدس واحدة من المحطات العالمية المُهمّة التي يعود الوجود البشري فيها إلى ما يزيد عن أربعة آلاف عام قبل الميلاد، حيث سُكنت المدينة بشكل دائم خلال الفترة ما بين 3000 أو 2800 قبل الميلاد، وانطلاقًا من تلك العراقة، فقد عاشت القدس في عدّة مراحل تاريخيّة منحتها أهميّة كبيرة على كافّة الأصعدة، فهي المدينة الأساس لأتباع الديانات الإبراهيميّة، وقد ضمت القدس عن تلك الحضارة العديد من المعالم الأثريّة والتاريخيّة، والتي تصل في عددها إلى ما يزيد عن 220 معلماً، وأهمّها من الناحية الدينيّة كانت المسجد الأقصى، وقبّة الصّخرة، وكنيسة القيامة، وهيكل سليمان وغيرها من المعلم الأثرية التي تحظى بأنظار العالم أجمع، حيث ظهرت ملامح العراقة التاريخيّة في مبانيها القديمة وشوارعها وأسواقها والأحياء السّكنية وغيرها.

تاريخ مدينة القدس

تُعتبر القدس من أقدم المُدن العالميّة، حيث تعود إلى ما يزيد عن خمسة آلاف سنة قبل البلاد، وقد أُطلق عليها في تلك الفترات عدد من الأسماء التي تدل على عُمق البُعد التاريخي للمدينة، فقد عاش الكنعانيون في القدس ضمن الحقبة التي امتدّت خلال الألف الثالثة قبل الميلاد، وقد أطلقوا عليها اسم مدينة (أوسالم) وتعني مدينة السلام، وعن تلك التسمية أخذت التسمية العبريّة (أورشليم) التي تعني بيت المقدس، ليُطلق عليها لاحقًا مع العصر اليوناني اسم مدينة (إيلياء) وتعنى بيت الله، وأمّا عن سكّانها الأصليين فقد أُطلق عليهم اسم اليبوسيين، وقد كانوا خليطًا من عدد من القبائل الكنعانيّة العربيّة الأولى. وقد وقعت تحت الحكم الفرعون في القرن 16 قبل الميلاد، ليُسيطر عليها الملك البابلي نبوخذ نصّر لاحقًا، ويُنهي الحكم المصري في العام 604-561 ق.م، لتقع لاحقًا تحت الحكم الفارسي مع العام 539 قبل الميلاد، ليقوم الملك اليوناني الإسكندر الكبير بالسيطرة عليها لاحقا وإنهاء الحكم البابلي مع العام 333 قبل الميلاد، ثمّ قام بطليموس بضمها لاحقًا إلى دولته في مصر، واستمرّت حتّى العام 198 قبل الميلاد حيث وقعت القدس تحت سيطرة السلوقيين من ضمّها لسوريا، لتقع لاحقًا تحت سيرة الحكم الروماني التي بدأت مع العام 63 قبل الميلاد، واستمرّت حتى العام 636 ميلادي، وفي هذه المرحلة ولد السيد المسيح، وتمّت بعثة النبي محمّد، وقد تمّ تغيير اسمها إلى مدينة (إيلياء).

العصر الإسلامي للقدس

بدأ العصر الإسلامي لمدينة القدس مع الفتح الأول، والذي كان على يد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنه، وأرضاه) مع العام 638 للميلاد، حيث انتصر المُسلمون في المعركة على قوّات الرّومان في معركة اليرموك، بقيادة الصّحابي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فقام عمر بكتابة الوثيقة الإسلامية للسكّان المسيحين، والتي عُرفت لاحقًا بالعهدة العُمرية، فقام سيّدنا عُمر بمنح الحريّة الدينيّة لسكّان القدس، في مقابل الالتزام بدفع الجزية على أن لا يسكن في القدس أيًا من أتباع الدّين اليهودي، حيث تطوّرت المدينة في الحقبة الإسلاميّة، وشهدت العديد من الأمور التي دلّت على نهضتها، تحديدًا مع العهد الأموي والعهد العبّاسي، واستمرّ الاهتمام الإسلامي في هذه المدينة حتّى عهد القرامطة والفاطميين، لتقع المدينة مع تاريخ العام 1071 م تحت حكم السلاجقة. عادت المرحلة الإسلاميّة للقدس مع تحريرها للمرة الثانية على يد القائد صلاح الدّين الأيّوبي مع العام 1187 م حيث انتصر على الصليبيين في معركة حطّين، وقام بإبرام معاهدة إسلامية جديدة مع سكّان القدس، عُرفت بأنها من أكثر المعاهدات إنسانيّة، وقام لاحقًا بإبداء الاهتمام بهذه المدينة، فعمل على تحصينها وترميم قلاعها، وترميم المسجد الأقصى، وجعل الكثير من أجزاء القدس وقفًا إسلاميًا، بعد أن سمح للعائلات المقدسية من الأرثوذكس بالعودة للسكن فيها، واستمرّ ذلك حتّى وفاة القائد صلاح الدّين، حيث استعاد الصليبيون القدس في عهد فريدريك الثاني ملك صقلية، وظلت محتلة مدّة 11 عاماً حتّى موعد تحريرها الثالث على يد الملك نجم الدين أيوب عام 1244 م.

أهمية مدينة القدس

تنطلق مدينة القدس في أهميتها من كونها مركزًا أساسيًا تجتمع فيه الديانات السماويّة الأكبر على سطح الأرض، حيث تُعتبر مكانًا مقدسًا لكل من أتباع الدين المسيحي والدين اليهودي، والدّين الإسلامي، وأمّا عن الناحيّة الإسلاميّة، فالقدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وقد أُسري برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إليها، وأمّا عن الناحيّة المسيحيّة، فتُعتبر القدس مكانًا لولادة السّيد المسيح عيسى ابن مريم، ومكانًا لكنيسة القيامة الأقدس على سطح الأرض، وهي المكان الذي هاجر إليه نبيّ اليهوديّة موسى عليه السلام، واستنادًا على ذلك جمعت القدس المجد من جميع الأبواب، فميزها الله تعالى بأنّها نقطة التقاء الديانات الثلاث، فاكتسبت العديد من الآثار التي عبّرت عن تاريخ طويل من الحضارة، والاهتمام العالمي، وأبرز المعالم الأثريّة للسياحة الدينية، تشمل (قبّة الصّخرة، المسجد الأقصى، كنيسة القيامة) علاوةً عن كونها واحدة من الأسواق العالميّة المُهمة التي تجذب السّياح من جميع دول العالم.

خاتمة موضوع تعبير عن القدس العربية

في الخِتام يجدر الإشارة إلى أنّ القدس هي العاصمة الشّرعية لدولة فلسطين العربية التي سكنها العرب منذ آلاف السنين، وأنّ المدينة بكامل تاريخها وحضارتها، وامتدادها التاريخي تقبع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي فرض سيطرته بالقوّة على كامل أراضي القدس، وجعل منها عاصمة لكيانه المزعوم، وقد أيده في قراره العديد من دول الاستعمار الغربي ضاربةً في عرض الحائط كافّة المواثيق والحُقوق والاتفاقيات الدولية التي تُثبت أنّ القدس عربية، وسوف تبقى عربية، ما دامت قلوب أبناء حرف الضاد تعتنق ذلك.

وفي الختام لقد تم الحديث في هذا المقال عن موضوع تعبير عن القدس العربية كامل العناصر إلى الخِتام، حيث يشمل على تفاصيل مهمّة عن مدينة القدس، وعن سكّان المدينة، وتعاقب الحضارات وأهميّة مدينة القدس على مرّ العصور.