مجزرة صبرا وشاتيلا ، “لن ننسى ولن نسامح”

بقلم محمد اللقطة – بال بلس
يصادف اليوم الذكرى التاسعة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها الأيدي الغادرة لحزب الكتائب اللبناني بقيادة المجرم “إيلي حبيقة” وجيش لبنان الجنوبي بقيادة المجرم “سعد حداد” – وجيش لبنان الجنوبي مُنشقّ من الجيش اللبناني وتم تنظيمه لاحقًا من خلال جيش الاحتلال الإسرائيلي – والجيش الإسرائيلي بقيادة المجرم “أرييل شارون” وتشير العديد من القصص  بعضها بقلم صحفيين من أوروبا، ومن أبرزها الصحفي الفرنسي “آلان مينارج” والفرنسي اليهودي “أمنون كابليوك”، الذي كتب عن تلك المجزرة أن الصليب الأحمر جمع جثث أكثر من 3000 طفل وامرأة وشيوخ ورجال عُزل).

متى يتم محاكمة مجرمي مجزرة صبرا وشاتيلا؟

وكان المجرم اللبناني، “إيلي حبيقة”، قد قاد مجموعات قتلة قوامها أكثر من 2000 مجرم، بالتنسيق مع قطعان الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم المجرم “أرييل شارون” وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، “ورفائيل إيتان” التي أضاءت قطعانه سماء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا بالقنابل النارية المضيئة، مما سهل مهمة عملية القتل، ووصفت العديد من الروايات قبح وبشاعة الحدث، بما في ذلك بقر بطون النساء الحوامل والاغتصاب الجماعي، بأسلوب حقير للغاية، وأسلوب آخر أكثر دناءة هو النداء بمكبرات الصوت (سلم، تسلم) وعندما تخرج العائلات بسلام بناءً على النداء، يتم قتلهم دون أدنى رحمة، وحتى يومنا هذا، لم تجرِ أي محاكمة عادلة لمجرمي تلك المجزرة، باستثناء “لجنة كاهان” التي شكلتها حكومة الكيان الصهيوني وحكمت على “أرييل شارون” دون عقاب، بل تم تكليفه فيما بعد بتشكيل حكومة للمحتلين الصهاينة!

ولم يهدأ المخيم على شهدائه، بل استؤنفت المجازر في المخيم عام 1985، وهذه المرة على يد مجرمين من حركة “أمل الشيعية” و”اللواء السادس في الجيش اللبناني” فيما يسمى بحرب المخيمات.

عام 1982 وما سبقه كانت هناك صفحات عديدة للجرائم بحق الشعب الفلسطيني، لكن المجزرة في مخيمات صبرا وشاتيلا في ذلك العام بعد مجزرة تل الزعتر عام 1976 لا تزالا الأبرز لقذارة طرق الإعدام وتنفيذ الجريمة وكثرة عدد الشهداء، وكذلك طبيعة المجرمين حيث كان حثالة العرب المتحالفين مع قطعان الصهاينة، فقد كان رئيس الكيان الصهيوني عام 1982 المجرم “مناحيم بيغن”، الذي قاد عصابات “أرغون وشتيرن” في مجزرة دير ياسين عام 1948، ووزير خارجيته المجرم “يتسحاق شامير” زعيم عصابة “شتيرن” الذي ارتكب العديد من المجازر بحق الفلسطينيين العزل.

لكن هذا التاريخ الإجرامي لم يمنع الرئيس العربي المصري أنور السادات من التوصل إلى سلام مع “مناحيم بيغن”، ولم يمنع القادة العرب من الجلوس مع المجرم “إسحاق شامير” في مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، وعلى الضفة الأخرى فإن مجرم الحرب “إيلي حبيقه” رجل المهام القذرة، أصبح بعدها وزيراً في لبنان، وقال في ذلك الوقت :”كانت “الحرب لها أحكامها، والسلام أيضا له أحكامه، الحرب توقفت ومهمتي الآن مساعدة اللبنانيين على تجاوز آثارها “.

كما أصبح لاحقاً حليفاً قوياً للقيادة السورية برئاسة حافظ الأسد، الذي ادعى دعم المقاومة وساهم في إبادتها، واستقبله فيها كالأبطال! قبل اغتياله في عام 2002، في الوقت الذي كان سيدلي فيه باعتراف أمام محكمة العدل الدولية يدين فيه المجرم “أرييل شارون”.

اقرأ أيضاً: نظرة المجتمع للمخطئ، ” مَن كان منكم بلا خطيئة “

تمر سنوات وتتضح المعلومات حول ذلك الوقت عندما تجاوزت آلات قتل المدنيين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في لبنان حدود العقل البشري ولا يوجد تفسير لها غير هذه الجريمة، بكل قبحها لم يستطع أن ينجز أكثر من قتل الأبرياء بسبب شدة الكراهية والحقد والبغض بداخله، لأنه فشل في إخضاع الشعب الفلسطيني المقاوم بكل السبل لاستعادة الوطن المحتل، وفشلت الجهود الكبيرة لإخضاع الشعب الفلسطيني، ولم تكن جهود الكيان الصهيوني فقط، بل جهود مؤيديه من العرب القذرين. ولكن يشاء القدر أن يستمر الشعب الفلسطيني خاصة والعرب عامة في عصيانهم وإيمانهم بعدالة قضيتهم. ولزيادة وضوح الرؤية يوماً بعد يوم وخاصة الاندفاع نحو التطبيع، لها فوائد عديدة يمكن أن تفيد مصلحة القضية ومن يظل صادقاً ويؤمن بها خاصة بين الشعوب العربية.

المجد والخلود لشهداء مخيم صبرا وشاتيلا ولكل شهداء فلسطين ولمرتكبي هذه المجازر الذل والعار الدائم.

أما الإنسانية التي تدعيها العديد من الدول، خاصة الدول الغربية، فإن صبرا وشاتيلا وقبل ذلك تل الزعتر أسقطوا أقنعة وجوههم وقلوبهم القبيحة التي لا تحمل أي قيمة إنسانية.

ميلانه بطرس في كل عام تخرج هذه الصورة في مجزرة صبرا وشاتيلا وهي تقف قرب جثث أولادها وزوجها .