الجارديان: ماكرون متهم بمحاولة ترميم العلاقات مع بن سلمان

الرياض- بال بلس
لقد قوبلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المرتقبة إلى المملكة العربية السعودية اليوم السبت بنقد كبير من قبل حقوقيين فرنسيين، حيث تعتبر تلك الزيارة الأولى للرئيس الفرنسي للأمير “محمد بن سلمان “بعد الاتهام الأخير باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وعلى مدى ثلاث سنوات منذ مقتل خاشقجي عام 2018، تجنب رؤساء الدول الغربية الاجتماعات المباشرة مع ولي العهد في المملكة، حتى أن الرئيس الأمريكي  “جو بايدن” قد تجنب إعادة العلاقات لسابق عهدها كمحاولة لتجنب إضفاء الشرعية على الحاكم الفعلي.

ولكن خطوة ماكرون تشير إلى أن زعيمًا غربيًا رئيسيًا واحدًا أصبح مستعداً لإعادة العلاقات رسميًا مع ولي العهد وبشكل مباشر، بعد أقل من عام من نشر وكالات المخابرات الأمريكية تقريرًا يفيد بأنها تعتقد أن الأمير محمد قد وافق على مقتل خاشقجي.

اقرأ أيضاً: واشنطن تدعم الميزانية الفلسطينية العامة لأول مرة منذ 4 سنوات

وقد أوضحت “أغنيس كالامارد” الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، مهما كانت المصلحة الإستراتيجية لفرنسا في المملكة العربية السعودية، فلا شيء يمكن أن يبرر إعطاء صفة الشرعية لحاكم يقتل الصحفيين، ويهدد النشطاء، ويسجن المدافعات عن حقوق الإنسان، ويذبح المدنيين اليمنيين ويخدع المجتمع الدولي، إن ماكرون يقلل من قيمته ويقلل من مكانة وقيمة دولته عندما يحاول إنشاء علاقات جديد مع محمد بن سلمان.

وبعد اتهام ماكرون بمحاولة إعادة ترميم علاقاته مع بن سلمان، دافع المتحدث باسم مكتب الرئيس الفرنسي عن تلك الخطوة وصرَّح للصحفيين :”إن المملكة العربية السعودية لها مكانتها ودورها بالمنطقة”، وشدد على أن فرنسا سيكون لها حوار محتم وضروري مع المملكة.

وقد صرح  قصر الإليزيه إن الاجتماع يعد جزءًا من إستراتيجية ماكرون طويلة المدى منذ انتخابه لفرنسا للعمل على تعزيز استقرارها بالمنطق، وأن الدولة تقدم نفسها “كقوة موازنة في تعزيز الحوار” بين الدول من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى الخليج.

زيارة ماكرون للسعودية موافقة فرنسية على سياسة بن سلمان وحرب اليمن

وكما وصف “بروس ريدل” المحلل في وكالة المخابرات المركزية، أن الاجتماع بأنه ختم موافقة فرنسية على سياسة محمد بن سلمان وحربه في اليمن، وبالإضافة أنه حذف أي مظهر من مظاهر الرفض الغربي للسياسة السعودية في اليمن، وإنه تصريح رائع لخيانة فرنسا للشعب اليمني.

ووفقاً لعدة مصادر فإن اجتماع ماكرون هو محاولة للتواصل مع المملكة العربية السعودية لإقناع المملكة بزيادة إنتاج النفط المصدر.

وكشف مجلس الأمن القومي أن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قد سافروا إلى الإمارات والسعودية وقطر لمناقشة القضايا الاقتصادية والمجالات التي يمكن للولايات المتحدة أن تشارك فيها للاستثمار في مستقبل الطاقة النظيفة وإيجاد سبل لمزيد من التعاون لبناء هندسة الطاقة النظيفة في القرن الحادي والعشرين، حيث أن  شركة النفط السعودية العملاقة “أرامكو”، تعد من أكبر المساهمين في العالم في إنتاج ثاني أكسيد الكربون.

وتخضع العلاقة بين إدارة “بايدن” والمملكة للتدقيق الشديد من قبل الكونجرس الأمريكي، حيث أعرب الحزبين الديمقراطي والجمهوري عن رفضهم القاطع  للمملكة ودعوا الولايات المتحدة إلى إنهاء جميع مبيعات الأسلحة للسعوديين.

وانتقدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” صفقات الأسلحة الفرنسية للمنطقة وقالت إن على ماكرون التحدث علناً عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال زيارته للخليج التي بدأت أمس الجمعة وتشمل الإمارات والسعودية وقطر، وأن على ماكرون أن يتصدى لمقتل جمال خاشقجي الفظيع في 2018، فالتزام الصمت بشأن هذه القضايا سيكون بمثابة غض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.