‏ “إسرائيل” مكشوفة في موقع الخرائط العالمي بعد قرار أمريكي بزيادة وضوح الصور

القدس – بال بلس
بعد تنفيذ قرار أمريكي أول أمس الخميس الذي يقضي بزيادة وضوح الصور على المواقع العالمية للخرائط؛ قال موقع “مفزاكي راعام” العبري أن الموقع المجاني للخرائط على الإنترنت وفي جوجل إيرث سيتيح إمكانية فحص مفاعل ديمونا بشكل أكبر والطائرات المقاتلة في قواعدها السرية.

وقال الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي “يعقوب عميدرور”: “كلما كانت الصورة لدى العدو أوضح؛ فإنه يستطيع أن يصوب نحو الهدف بشكل أكثر دقة”، وأضاف “عميدور” على بدء تنفيذ قرار أمريكي يقضي بزيادة وضوح الصور ،هناك ثلاثة مخاطر على “إسرائيل” في زيادة دقة صور الأقمار الصناعية:

1-     كلما كانت الصورة أكثر دقة؛ كلما كان باستطاعة الأسلحة الدقيقة التي يمتلكها الـعـدو أن تكون أكثر دقة و أكثر تأثيراً وأكثر ضرراً.

2-     إن الصور الدقيقة تجعل من السهل على العدو تحليل صور المواقع والقواعد التي ظلت حتى الآن غير معروف ما بداخلها وتفاصيلها؛ وهذان الخطران يشكلان ضرر استخباري وعملي.

3-     الخطر الثالث وهو أقل خطورة ويتمثل في جعل جميع محتويات هذه المواقع والقواعد مكشوفة، بحيث يسهل التعرف على كل صغيرة وكبيرة فيها.

الإعلام العبري ينقل استياء المسؤولين الإسرائيليين من القرار الأمريكي

وعقّب رئيس الموساد السابق “داني ياتوم” على الموضوع بقوله: “العدو يمكنه التعرف على أي جسم من 40 سم، وقال مسؤولون سابقون في المنظومة الأمنية: “زيادة انكشاف المفاعل والقواعد خطر على إسرائيل – بحسب المصادر العبرية”.

وأضاف: “الخطر يكمن في تمكن العدو من جمع المعلومات الاستخبارية  ورؤية ما كان لا يستطيع رؤيته سابقاً، وسنضطر الآن للّجوء إلى التمويه والإخفاء لمواجهة ذلك؛ لكن تحديد الهدف لا يكفي من قِبل العدو؛ فهو يحتاج إلى أسلحة وأدوات دقيقة لضربه”.

وحسب الإعلام العبري: أصبحت صور المفاعل النووي واضحة من كل زاوية، والطائرات المقاتلة في قواعدها مكشوفة، و”إسرائيل” مكشوفة في مواقع الخرائط العالمية و “جوجل إيرث” وغيرها؛ بشكل مجاني للجميع وبوضوح أكثر.

جاء ذلك التخوف الإسرائيلي بعد أن تغيّرت اللوائح الأمريكية ولم تعد “إسرائيل” ضبابية على مواقع الخرائط؛ فذكرت المصادر أن إدارة ترامب وافقت العام الماضي عبر قرار أمريكي على زيادة دقة صور الأقمار الصناعية، وعلى موقع الخرائط المجاني يمكن لأي متصفح إلقاء نظرة فاحصة على مفاعل ديمونا النووي والقواعد السرية.

وقال “عاموس جلعاد” الرئيس السابق لقسم الأمن والسياسية في وزارة الحرب الإسرائيلية: “هذا خطر حقيقي على دولة “إسرائيل” “،وأضاف ،وتكمن الخطورة في أنه يمكن لأى شخص فك وتحليل صور الأقمار الصناعية؛ وبذلك يمكن لأى شخص من أي مكان في العالم الحصول على أهداف عسكرية واستراتيجية.

الاحتلال يشعر بالقلق بعد تنفيذ قرار أمريكي سابق بزيادة وضوح الصور

وأضاف أن “إسرائيل” تخشى أن يستخدم حزب الله وحماس صور الأقمار الصناعية التجارية لإطلاق صواريخهم بدقّة، حيث يمكن لأي شخص يعرف كيفية فك رموز صور الأقمار الصناعية أن يحصل على معلومات عن أهداف استراتيجية أو عسكرية ذات قيمة في “إسرائيل” في أي مكان في العالم.

 ويشعر كبار المسؤولين السابقين في مؤسسة الأمن الإسرائيلي بالقلق من الأمر الذي يسمح للشركات الأمريكية بزيادة دقة صور الأقمار الصناعية على مواقع الخرائط وبالتالي مسح القواعد والمواقع السرية؛ بعد بدء تنفيذ قرار أمريكي بذلك.

 وقال الجنرال “جيورا آيلاند” رئيس أركان سابق للأمن القومي الإسرائيلي: “المعلومات التي يبدو أنها غير سرية تجعل “إسرائيل” معرّضة بشدة للعدو”، وأضاف: “إن دقة الأقمار الصناعية لن تُحسن من دقة إطلاق النار عليها؛ لكنها قد تكون قادرة على توفير معلومات للعدو عن الأهداف الأكثر أهميّة”.

اقرأ أيضاً: الرئيس عباس يعلن حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً لمواجهة كورونا

 وذكرت المصادر أنه على موقع MapBox الإلكتروني – وهو مجاني للدخول – يمكن فحص المفاعل في ديمونا، بالإضافة إلى القواعد العسكرية الكبيرة والمركزية مثل (تل نوف-  نيفاتيم – حتسور – بلماحيم ).

جاء ذلك بعد بدء تنفيذ قرار أمريكي اتخذته إدارة “ترامب” تم توقيعه العام الماضي في سجلات الحكومة الفيدرالية الأمريكية، والذي يسمح بزيادة دقة صور الأقمار الصناعية الإسرائيلية من 2 متر لكل بكسل إلى 50 سانتيمتر لكل بكسل.

وأفاد موقع “واى نت” العبري، أنّ تغيير سياسة التصوير والاتصال – عبر قرار أمريكي – سمح بتخفيف القيود عن نشاط الأقمار الصناعية التجاري، حيث كان في الماضي مسموح برؤية المواقع حتى بعد 2م من الأرض، وبدء من الخميس تم السماح برؤية المواقع على بعد 40 سم فقط مما يزيد من وضوح ودقة الرؤية.

وبدأت شبكة ”Google Earth“ وخدمات الخرائط الأخرى عبر الإنترنت بعرض صور للمفاعل النووي في ”ديمونا“ مع خيار لتغيير الأبعاد لتحسين دقة الصورة ورؤية المنشأة عن قرب؛ بـ قرار أمريكي.