صفقة مرتقبة بين الاحتلال والإدارة الأمريكية بشأن إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة

القدس المحتلة – بال بلس
أفادت مصادر عبرية صباح اليوم السبت، عن حراك دبلوماسي بين تل أبيب وواشنطن بشأن أزمة إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس للفلسطينيين؛ والتي أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة عن هذه الخطوة، بينما يرفض الاحتلال تنفيذها حتى اللحظة.

وقالت وسائل إعلام عبرية أن هناك مقترح تم طرحه أثناء المباحثات الأمريكية الإسرائيلية الجارية لتسوية أزمة تجميد قرار “بينيت” حتى الآن لقرار “بايدن” بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس للفلسطينيين.

وأكد مسؤول إسرائيلي أن المقترح الجديد هو بمثابة صفقة بين الجانبين؛ تشمل التنازل عن تأشيرة دخول المواطنين الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة، وسيتم طرح الصفقة خلال مباحثات الوفد الأمريكي الرسمي القادم إلى الاحتلال نهاية يناير 2022م لبحث ملف التأشيرات.

فتح القنصلية الأمريكية في القدس للفلسطينيين بصفقة بينها وبين الاحتلال

وقال المصدر الإسرائيلي أن إدارة الرئيس “بايدن” تبدي رغبتها في منح سكان الاحتلال الإسرائيلي إعفاء من تأشيرة الدخول لأمريكا، ولكن هناك مصاعب تطبيقية عند التنفيذ متعلقة في البيروقراطية الأمريكية المعقدة والطويلة.

وكشفت مصادر أمريكية الشهر الماضي عن إصدار “بايدن” أمر تنفيذي بالتعجيل في الإجراءات إعفاء حملة الجنسية الإسرائيلية من التأشيرة الأمريكية، وتسهيل شروط الحصول عليها، إلا أن أهم الشروط الأمريكية غير مستوفية إسرائيلياً؛ وهي ما يتعلق بشأن سياسة الاحتلال تجاه المواطنين الأمريكيين من أصول فلسطينية، ورفض الاحتلال تأشيرة دخولهم للأراضي المحتلة بدون عراقيل.

وتشترط واشنطن بحسب المصادر، أن يكف الاحتلال عن معاملة الأمريكيين من أصل فلسطيني (فلسطيني يحمل جنسية أمريكية) بمنعهم من الدخول إلى “إسرائيل” عبر مطار تل أبيب؛ والسماح لهم بالدخول فقط عن طريق معبر اللنبي على نهر الأردن.

كما طالبت الإدارة الأمريكية الاحتلال بالامتناع عن التحقيق الأمني المطوّل معهم عند وصولهم إلى الأراضي المحتلة، وذكرت المصادر أن الاحتلال قد وافق مبدئياً على هذا الطلب فقط، وتم الاتفاق على صياغة بنود الصفقة خلال زيارة الوفد الأمريكي المرتقبة لتل أبيب المحتلة.

الاحتلال يطلب رفع التأشيرة الأمريكية عن الإسرائيليين المسافرين للولايات المتحدة

في المقابل طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من الإدارة الأمريكية أن تخفف شروطها في قبول دخول الإسرائيليين لديها؛ وذلك بتقليل نسبة الرفض البالغة 6.7 % إلى 3% فقط من طلبات الإسرائيليين الراغبين بدخول الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت المصادر استحالة وصول نسبة الرفض إلى 3% فقط بسبب الشروط الأمريكية الحالية الدقيقة، لدرجة رفض أي طلب به خطأ طباعي أو لغوي، كما يرفضون بشكل كبير طلبات شبّان إسرائيليين مّمن أنهوا الخدمة العسكرية؛ ويرغبون بقضاء العطلة في أمريكا.

وأشارت المصادر أن المقترح الجديد “الصفقة” يربط التخفيف الأمريكي من شروط دخول الإسرائيليين للولايات المتحدة، وخفض نسبة الرفض إلى 3% فقط؛ مقابل سماح الاحتلال بقيام الخارجية الأمريكية بإعادة افتتاح قنصليتها في القدس لخدمة لفلسطينيين في أراضي السلطة.

وعبّرت مصادر دبلوماسية عن تفاؤلها بإمكانية نجاح مثل تلك الصفقة، ويظهر ذلك من الاهتمام الأمريكي بالمقترح وجديّته في مناقشته لإلغاء تأشيرة دخول الإسرائيليين وخفض نسبة الرفض.

اقرأ أيضاً: رئيس وزراء الاحتلال يجدد رفضه فتح القنصلية الأمريكية في القدس للفلسطينيين

ونقل عن “توم نايدس” السفير الأمريكي لدى الاحتلال قوله قبل أسبوع أنه لديهم الكثير من العمل لأجل إلغاء التأشيرة وخفض نسبة الرفض، وأنه مستعد لتقديم كل الجهود لأجل إنجاح ذلك.

وتذكر المصادر أن واشنطن محرجة بسبب عدم قدرتها حتى اللحظة على تنفيذ وعدها بفتح القنصلية الأمريكية في القدس، واضطرارها لتأجيل البت بالأمر أمام التعنت والرفض الإسرائيلي، ومن هنا وُلد مقترح صفقة لإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس.