السلطة الفلسطينية تواجه صعوبات في جمع التبرعات من المانحين بسبب رواتب الشهداء والأسرى

رام الله – بال بلس
أبدت دول أوروبا استعدادها لتمويل معابر الوقود والمناطق الصناعية قرب المعابر الحدودية؛ ولكن بشكل مباشر؛ دون أن تكون من خلال السلطة الفلسطينية، وذلك لعدم رغبتهم بتمويل رواتب الشهداء والأسرى؛ الذي تدفعه السلطة من خزينتها بشكل مستمر وبإصرار، جاء ذلك مقدمة لتقرير عبري نشرته الصحافة العبرية مجلة جلوبوس الاقتصادية الإسرائيلية.

رواتب الشهداء والأسرى معضلة المانحين إلى السلطة الفلسطينية

يقول التقرير: “بعد الضجة التي أحدثها ما نُشر في موقع جريدة “جلوبوس” العبرية الاقتصادية الأسبوع الماضي؛ حول اجتماع الدول المانحة في “أوسلو”، والتغيير في السياسات الإسرائيلية تجاه التبرعات للفلسطينيين؛ فليس من المؤكد أن الفلسطينيين سينجحون في الحصول على حجم التبرعات التي يريدوها..

واقتبست وسائل الإعلام الفلسطينية تقرير الأسبوع الماضي لـ جلوبوس، وقال رئيس الوزراء الفلسطيني “محمد اشتية” :”إنه راضٍ بالفعل عن التغيير في الموقف الإسرائيلي؛  لكنه  قال إن المشاكل الأساسية كاستمرار التوسع الاستيطاني  وفرض القيود الاقتصادية وعدم تنفيذ اتفاق أوسلو؛ لا زالت قائمة”.

والتقى وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي “عيساوي فريج” هذا الاسبوع مع “اشتية” ووزير المالية في السلطة الفلسطينية “شكري بشارة”، وحثهم على التحلي بروح تصالحية أكبر، على عكس خطاب “اشتية “الأخير في مؤتمر المناخ في “جلاسكو ” والذي علق كل مشاكل البيئة لدى الفلسطينيين بإسرائيل، بما في ذلك اتهامات لا أساس لها حول تلويث المياه الجوفية ومياه الوديان.

رواتب الشهداء والأسرى في مقدمة أولويات السلطة الفلسطينية

وقال فريج لـ”جلوبوس” :”إن المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الفلسطيني ووزير المالية؛ كانت جيدة”، وأضاف:” إن الخطاب كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير، فتم طرح الأفق السياسي في المحادثات؛ لكنني قلت لهم إنني لم أحضر بقصد المفاوضات؛ وهي ليست المسألة  الأولى على سلم الأولويات”.

وتطرق “فريج” في خطابه أمام المؤتمر بأنه وحزب “ميرتس” يريدون دفع المفاوضات السياسية قدماً، ولكنهم يدركون الأوضاع السياسية، لذلك يريدون خلق أجواء إيجابية أكثر، يمكن أن تُستخدم مدخلاً لاستئناف المفاوضات في المستقبل.

صعوبات في جمع التبرعات من المانحين بسبب رواتب الشهداء والأسرى

وأضاف: “إحدى المشاكل الرئيسية التي نوقشت في المحادثات؛ كانت التشريع ضد تحويل الأموال للسلطة في “إسرائيل” والولايات المتحدة بسبب الهِبات التي تقدمها كـ رواتب الشهداء والأسرى “.

المحادثات الهادفة للبحث عن حل لهذه المشكلة مستمرة منذ أشهر، وعيّن الأمريكيون “هادي عمرو” مبعوثاً للمنطقة يتولى معالجة الأمر، حيث تُصر السلطة الفلسطينية على استمرارها بتقديم رواتب الشهداء والجرحى من خزينتها وهو ما ترفضه الدول المانحة.

وعلمت “جلوبوس” أن الفلسطينيين يطالبون بإلغاء التشريعات الإسرائيلية والأمريكية كشرط لتغيير سياساتهم، والتوصل إلى حل لهذه القضية في إطار لجنة ثلاثية مشتركة (إسرائيلية – فلسطينية – أمريكية).

رواتب الشهداء والأسرى عائق لاستمرار الدعم الأمريكي

أكد الأمريكيون بطريقة قاطعة أنه وبسبب الأنظمة واللوائح الداخلية لن يستطيعوا استثمار أكثر من 125 مليون دولار كان قد تم المصادقة عليها لمؤسسة USAID ، لكنهم قالوا إنهم سيشجعون دول الخليج على الاستثمار في مشاريع البنية التحتية في الضفة وغزة.

اقرأ أيضاً: فراولة غزة في رام الله.. تصدير أول شاحنة فراولة من قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم التجاري

وعلى المستوى الاقتصادي؛ أعرب الأوروبيون عن موافقتهم على تقديم المساعدات لمشاريع البنية التحتية التي ستساهم في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني، ولكن الحديث يدور حول قيامهم بالتمويل المباشر لهذه المشاريع وليس من خلال نقل الأموال للسلطة الفلسطينية.

أما البنك الدولي فقد ذكر بأنه يعتزم رفع مساعداته للسلطة الفلسطينية إلى 100 مليون دولار، على ضوء السياسات المدنية التي تقدمها “إسرائيل”.

العبري/ “داني زاكين” ملحق جلوبوس الاقتصادي

ترجمة / معاوية علي موسى