في ذكرى حرب أكتوبر الـ 48، وثائق سرية تكشف لأول مرة

القاهرة – بال بلس
 يصادف اليوم الأربعاء 6 أكتوبر 2021 الذكرى الثامنة والأربعين لحرب أكتوبر، التي انتصرت فيها الجيوش العربية في الاحتلال “الإسرائيلي”، ثم تمكنت من تحرير شبه جزيرة سيناء وجزء من مرتفعات الجولان السورية بعد احتلالها في عام 1967.


يبدو الأمر كما لو أن التاريخ يعيد نفسه، من يقرأ المسار الحالي، سواء في المجال السياسي أو العسكري الإسرائيلي، ويقارنه بالوثائق التي سمح لما يسمى بـ “أرشيف الدولة” للاحتلال بنشرها بعد 48 عامًا من حرب أكتوبر، أو ما يُعرف بإسرائيل باسم “حرب يوم الغفران” يدرك حقيقة أن بقاء هذا الاحتلال يعتمد أولاً على المساعدات الأمريكية، وثانياً على قدرة خصومه على استغلال نقاط ضعفه وألمه.

من ناحية أخرى، فإن التعامل مع المعركة قبل أن تكون ضرورية يتطلب الحكمة والاستعداد لدفع الثمن.

يمكن الشعور بهذه الحقيقة بشكل جيد من خلال تفاصيل محاضر اجتماعات حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومجلس الوزراء في الأيام الأولى لحرب أكتوبر، والتي كشفت عن بطلان فاعلية مبادئ العقيدة الأمنية في ثلاثة جوانب؛ بين الإخفاق في تحقيق مبدأ الردع وبين حقيقة أن مصر وسوريا فاجأتا الاحتلال والفشل الذي سبقه في الإنذار وما تلاه من عدم القدرة على تحقيق قرار وقبول وقف إطلاق النار وتركيز الجهود لتحقيق السلام مع مصر.

وتتحدث محاضر الاجتماعات عن حالة الذعر والتوتر التي عمت الحكومة الإسرائيلية والخلافات وتبادل الاتهامات التي رافقتها بين الموساد والمخابرات ووزراء الحكومة أثناء حرب أكتوبر.

لكن الأهم هو اعتراف “غولدا مائير” بأن “العالم لا يحب اليهود، خاصة إذا كانوا ضعفاء، وسوف يرمونهم للكلاب”.

وجاء اعتراف “غولدا” خلال لقائها بوزير المالية “بنحاس سافير” الذي تولى مهمة تجنيد مساعدات مالية وعسكرية للحفاظ على وجود الكيان “الإسرائيلي”.

حيث أعربت عن قلقها من إمكانية الحصول على مساعدة من دول العالم، مما دفعها إلى إرسال برقية عاجلة إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر (نفتالي) والمطالبة بالإرسال السريع للدبابات والطائرات لـ “إنقاذ إسرائيل” من حرب أكتوبر.

والذي تحقق أخيرًا عندما أرسلت الولايات المتحدة ما يسمى بالجسر الجوي، وكان الطيارين الأمريكيين يهبطوا في مطارات “إسرائيل” لتغيير شعارات الطائرات ثم يعودوا سريعًا للقيام بمهام هجومية ودفاعية.

محضر اجتماع مجلس الوزراء بحرب أكتوبر في 12 تشرين الأول (أكتوبر)

الساعة 6:10 صباحاً، تلقت “غولدا” اتصالاً هاتفياً من العميد “ليئور”، الذي قال لها إن الوضع يزداد سوءاً وعليها إخلاء سكان قرى الجولان.

وبعد ساعات، بدأ الوزراء والضباط يتدفقون على مكتبها لإطلاعها على التطورات الميدانية والظروف الصعبة التي يمر بها الجيش على الجبهتين.

وطالبت القيادات العسكرية بالعمل على توجيه ضربات موجعة، لكنهم اشتكوا من نقص الموارد، حيث أبلغها “موشيه ديان” بالخسائر التي تكبدها سلاح الجو بعد خسارة 56 طائرة وإعاقة 40 أخرى.

كما نقل تحذير قائد القوات الجوية آنذاك “بني بيليد” بأنه سيفقد السيطرة إذا استمر هذا الوضع لمدة ثلاثة أيام.

وتحدثت “غولدا” عن سمات المجتمع “الإسرائيلي” وعدم تقبله للخسائر البشرية، مشيرة إلى أن مقتل الجنود يثير حالة من التوتر والغضب في الشارع “الإسرائيلي” مما دفعها لاتخاذ قرارات لتقليل الخسائر البشرية، بالتركيز على الجبهة السورية وعبور القناة.

وأبلغ “موشيه ديان” رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مائير أن “النقص لا يقتصر على المعدات والأسلحة فقط، بل هناك نقص في عدد الطيارين”.

اقرأ /ي أيضاً: انتفاضة الأقصى بعد 21 عام.. كيف بدأت وماذا كانت نتائجها؟ بالفيديو والصور

كما طلب منها دراسة إمكانية تجنيد يهود العالم لإرسال مئات الطيارين لإنقاذ الكيان “الإسرائيلي”.

وكشفت التعيينات في اليوم الثاني للحرب حالة القلق بين قادة الجيش، الذين تجمعوا في مقر الجيش (البور)، حيث اعترف رئيس الأركان آنذاك “ديفيد اليعازر” بأن “إسرائيل تمر بمرحلة صعبة”.

أما “موشيه ديان”، فقد استشهد برؤساء تحرير الصحف الذين وصفوا الأحداث بالصدمة.

وتكشف محاضر المباحثات عن مطالبة وزير خارجية الولايات المتحدة “هنري كيسنجر” القيادة “الإسرائيلية” بالعمل على تحقيق النصر، لأن الهزيمة ستكون لها تداعيات سلبية، وهو ما ينسجم مع موقف “غولدا مائير”، التي قالت حرفيًا: “إذا لم نفز، فسوف نخسر”.