محللون إسرائيليون: حماس تريد إدخال القدس في مفاوضات التهدئة

القدس – بال بلس
عبّرت أوساط أمنية وعسكرية في الاحتلال الإسرائيلي عن قلقها من أن تؤدي “الاضطرابات العابرة” في القدس والأقصى إلى اتساع رقعتها لتشمل تصعيد في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.

وأن تؤدي تلك التوترات المتصاعدة وإلى توحيد الفصائل الفلسطينية بقيادة حركة “حماس” لمواجهة التهديدات.

يأتي ذلك في ضوء قرار قضاء الاحتلال بالسماح بـ”الصلاة الصامتة” للمستوطنين في ساحات المسجد الأقصى، واضطراره لاحقاً للتراجع عن تلك الخطوة، بعد غضب فلسطيني تجاوز حدود الأراضي المحتلة.

وقالت الكاتبة الإسرائيلية في موقع (زمن إسرائيل) “دانة بن شمعون”:

إن حركة حماس في مفاوضاتها غير المباشرة لإنجاز صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع “إسرائيل” ،ستحاول إدراج موضوع المسجد الأقصى والقدس ضمن شروط إنجاز الصفقة، بالإضافة لاستعادة الهدوء في قطاع غزة، وتحقيق تهدئة طويلة الأمد.

وأفادت المصادر الصحفية العبرية أن الوسطاء المصريين “دُهشوا” من سماع هذا الشرط الحمساوي الجديد؛ لأن إسرائيل ليست  مستعدة لسماع معادلة: غزة/القدس التي تحاول حركة حماس إحيائها.

اقرأ أيضاً: محمد اشتية: فلسطين لا تساهم في تلوث البيئة والاحتلال هو من يلوث بيئتنا

وأضافت الكاتبة بن شمعون: “إن الانطباع عند المصريين أن قضية القدس يمكنها أن تخلط الأوراق ويجب تحييدها؛ لأنها قد تُعَقّد التقدم في قضايا متعلقة بقطاع غزة، وهو ما يهتم به المصريون الآن”.

وذلك معناه أن “حماس” ستحاول استخدام قضية “القدس” كذريعة لتهديد “إسرائيل” بتصعيد عسكري من أجل الضغط عليها في محادثات صفقة تبادل الأسرى، وهي تدرك رغبة “إسرائيل” القوية لإنجاز الصفقة.

ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن حماس ستطرح موضوع القدس والأقصى في مباحثات القاهرة، بعد أن بات واضحاً استعداد “اسرائيل” لمناقشة هذه القضايا على حدة.

وكلما شعرت حركة حماس أن “إسرائيل” تُشدد مواقفها أثناء المحادثات، ولا تتقدم بالوتيرة المنشودة، فإنها سوف تسعى بقوة لتوظيف الأحداث والتطورات الجارية في القدس والضفة الغربية للتهديد بتصعيد عسكري ضد إسرائيل هدفه إنجاز صفقة تبادل للأسرى ورفع الحصار عن قطاع غزة.

يتوقع المحللون أن القدس محور أي اتفاق أو صفقة

وحتى هذه اللحظة يصعُب الجزم بهذا التقدير الإسرائيلي، لكون الطرفين غير مهتمين بالكشف عن تفاصيل الاتصالات الجارية في هذه المرحلة، وذلك خوفاً من نسف أي تقدم محتمل في الصفقة.

 لكن حركة حماس تتوقع من “إسرائيل” اتخاذ خطوة إضافية لتقربهمـا من إنجاز الصفقة، وعلى أمل أن يمهد ذلك لاتفاق لوقف إطلاق نار طويل الأمد، وذلك بدون اتفاقات مسبقة.

وتزعم أوساط أمنية إسرائيلية أن حركة حماس تسعى لإنجاز كل هذه القضايا مجتمعة كـ “رزمة واحدة” للحفاظ على شرعيتها الداخلية وزيادتها.

وبالتالي فإن هذا المنطق الذي تعمل الحركة وفقهُ، فإن أي إنجاز مهم قد يزيد من شهية الحركة لمزيد من النجاحات في ملفات أخرى، مع خشية لدى الاحتـلال من أنّ ثقـة الحـركة المفرطـة بنفسها، قد يدفعها للذهاب لتحدي “إسرائيل”، حتى لو تطلَّب ذلك مجازفة محسوبة للحصول على مزيد من الإنجازات والمكاسب.

خلاصة القول تستنتجه الأوساط الأمنية الإسرائيلية:

أن التصعيد مع حركة حماس قد يبدأ بشكل سريع جداً سواء مع هدنة أو بدونها، فالحركة تواصل تجهيز وبناء نفسها عسكرياً وسياسياً، وذلك هو الثمن الذي ستدفعه “إسرائيل” أثناء استكمال صفقـة تبـادل الأسـرى المحتملة، وحتى يحدث ذلك ،ستواصل “إسرائيل” السير على “البيض” وتحسب خطواتها بدقّة؛ خشية الوصول مع حركة حماس إلى تصعيد ميداني غير مرغوب.

المصـدر/ عربي 21