الإعلام العبري يكشف سبب مماطلة “حكومة بينيت” في حل ملفات غزة

غزة – بال بلس
كشفت صحيفة عبرية عن أسباب المماطلة المستمرة من “حكومة بينيت بشكل مستمر في حل ملفات غزة العالقة، ووصول الأمور لطريق مسدود في مفاوضات الوسيط المصري بين الاحتلال وفصائل مقاومة غزة.

أفادت المصادر العبرية أمس الجمعة بأن”عاموس هرئيل” وهو مراسل ومحلل عسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية ، بأنه تحدث عن الأسباب التي دفعت حكومة بينيت للمماطلة حتى اللحظة في تقديم الحلول العملية لقضايا قطاع غـزة، والتي قد تؤدي لتفجير الأوضاع بين الاحتلال وفصائل المقاومة.

حيث أوضح “هرئيل” في مقاله بالصحيفة أن وفد المصريين قد حاول مؤخراً تحقيق تقدم في ثلاثة محاور رئيسية وهي: أولاً استئناف مشاريع إعادة إعمار غزة، وثانياً ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، وثالثاً ملف الاتفاق على الهدوء طويل الأمد، وأشار لتعمق الخلاف بين الجانبين وصعوبة وصول الوسيط المصري لحلول سريعة خاصة بملفي التهدئة والأسرى.

حكومة بينيت تماطل لأنها عاجزة عن اتخاذ القرار بشان قضايا غزة

وأكد المراسل والمحلل العبري بأن هامش حكومة بينيت الحالية “ضيق” بالنسبة للمناورة والتفاوض وتقديم تنازلات، لأجل التوصل إلى اتفاق بشأن ملفي الصفقة والهدوء مع حماس بغـزة.

وأضاف للأسباب أيضاً؛ عدم وجود ضغط من جمهور الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعال على حكومة بينيت للعمل على إعادة ما أسماه بـ (جثتي الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى مقاومة غزة، بالإضافة للمدنيين الاثنين الآخرين المحتجزين).

فلا يوجد دعم حقيقي لدى الاحتلال على الصعيدين الرسمي أو الشعبي؛ لدفع ثمن الصفقة الباهظة، وهو تنفيذ مطالب حماس بالإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين، الذين تصنفهم “إسرائيل” ملطخة أيديهم بدماء إسرائيليين، وترفض الإفراج عنهم.

وشكّك المراسل العسكري الإسرائيلي في فرضية الاحتلال القائلة بتمسك ورغبة الفصائل بغزة في استمرار الهدوء في القطاع وحاجتها له، مشيراً لتصريحات فصائل المقاومة مؤخراً، والتي تهدد بالتصعيد وانفجار الأوضاع في أعقاب التوتر القائم في السجون الإسرائيلية.

وأوضح أن لغة خطاب المقاومة واضحة الآن بما يشبه ما قبل تصعيد مايو الماضي، والتي أقدمت فيها المقاومة فعلياً على التصعيد وإطلاق الصواريخ بعد التلويح والتهديد، بعد التوترات التي اندلعت حين ذاك في باب العامود والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

الاحتلال يخشى التصعيد بسبب جمود معظم ملفات القطاع وتهديد الفصائل

وأكد “هارئيل” أن تهديد حماس اليوم مشابه لتهديد الأمس، فالأوضاع في السجون متوترة ولا تقل خطورة عن أهمية القدس لديهم، ولن تتردد حماس والفصائل في التصرف مثلما حدث في عدوان مايو الذي يسميه الاحتلال “عملية حارس الأسوار”.

ولفت إلى أن التوتر الحالي ناشئ بسبب جمود معظم قضايا غـزة، حيث توقفت مفاوضات صفقة الأسرى، وبطء عملية الإعمار؛ خاصةً مع دخول الشتاء على غزة، وعدم وجود حلول معيشية؛ كزيادة عدد حصة غزة من تصاريح العمال، فتطالب حماس بـ 30 ألف تصريح، ولكن الاحتلال سمح فقط بـ 10 آلاف تصريح لغزة فقط.

وأشار بأن المستوى السياسي الإسرائيلي في حكومة بينيت يفسر تهديدات حماس على أنها في محنة حقيقية، وتواجه صعوبات في تفكيك قضايا غزة، ولذلك لا يستبعد المحلل الإسرائيلي من مغامرة حماس ومجازفتها بالتصعيد مجدداً وإشعال الأوضاع.

اقرأ أيضاً: الكونجرس الأمريكي يطالب بفرض عقوبات على حزب الله وحماس

وأكد أن حماس تتحدث بمنطق من يمتلك القوة والسيطرة والتأثير، كونها نجحت سابقاً بذات التكتيك القائم على تصعيد “محكم”، يجبر الاحتلال على الرضوخ للتفاهمات والمبادرات الاقتصادية والمدنية لقضايا غزة وسكانها.

ولكنه استدرك بقوله أن سيطرة حماس على الموقف مؤقتة وليست مطلقة، فلو سمحت بإطلاق الصواريخ من قبل فصائل أخرى على غلاف غزة؛ فمن الصعب معرفة نهاية الحدث أو طبيعة الرد الإسرائيلي الذي قد يدحرج الموقف، بحسب تعبيره.