باريس تتسلم رئاسة الاتحاد الأوروبي لـ 6 أشهر قادمة وسط أزمات تعصف بأوروبا

باريس – بال بلس
أفادت مصادر فرنسية أمس الاثنين، أن فرنسا قد تولّت رسمياً رئاسة الاتحاد الأوروبي للدورة الحالية، وأضافت المصادر أن ذلك تم لمدة ستة أشهر لرئاسة دورة الاتحاد الأوروبي ضمن برنامج فرنسا للدورة الرئاسية الحالية الذي أطلقت عليها “طموح أوروبا قوية وذات سيادة”.

ويذكر المصدر أن الرئيس الفرنسي بذلك قد أطلق سقفاً عالياً لرئاسة فرنسا للاتحاد عبر تصريحاته بشأن اسم الدورة الحالية للاتحاد، حيث وعد بجعل أوروبا حرةً في خياراتها وأن تتحكم بمصيرها، وجرى إنارة برج إيفل وقصر الإليزيه الفرنسيين باللون الأزرق الأوروبي، بخطوة ترمز إلى انتقال الرئاسة لباريس.

وجرت مراسيم تسليم “فرنسا” لرئاسة الاتحاد الأوروبي في “سلوفينيا” والتي كانت تترأس المجلس الأوروبي منذ يوليو 2021، حيث تستلم “باريس” بدورها رئاسة الاتحاد إلى جمهورية التشيك في النصف الثاني من هذا العام 2022.

وتذكر الأوساط الأوروبية أن رئاسة فرنسا للدورة الحالية ستكون بظروف متوترة خاصةً في ظل تفشي موجة الإصابات الجديدة بفايروس كورونا، بالإضافة لملف الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة في أبريل القادم.

هل تنجح باريس في 6 أشهر حل القضايا الأوروبية العالقة؟

وتضيف المصادر الأوروبية أن فرنسا ستحظى بنفوذ كبير وسلطة تؤهلها لخوض ملفات وتسويات بين دول أوروبا الأعضاء، وذلك خلال فترة 6 شهور قادمة مدة رئاسة فرنسا للاتحاد.

ويُذكر أن مجلس الاتحاد الأوروبي يمثل مصالح الدول الأعضاء وعددها (27) دولة، أمام المفوضية والبرلمان الأوروبيين، كما تدعو الرئاسة الفصلية للاتحاد لاجتماعات وزارية لتحدد جدول الأعمال.

ومن الأزمات التي تنتظر باريس للبت فيها؛ قضايا تمس أمن أوروبا عند حدود أوكرانيا حيث يحتشد الجنود الروس في تهديد أمن قومي لأحد الدول الأعضاء، إضافة للجائحة الصحية التي تُعكر الأفق الاقتصادي في كل أوروبا.

بالإضافة لتطبيق مشاريع ومقترحات تحظى بالأولوية الأوروبية حالياً، خلال رئاسة باريس؛ مثل قضية اعتماد الحد الأدنى للأجور في كافة دول الاتحاد، ووضع الضوابط الخاصة بعمل الشركات الرقمية العملاقة في أوروبا، واستحداث ما يسمى بـ”ضريبة الكربون” على المنتجات المستوردة إلى الدول الأعضاء حسب التأثير البيئي.

ودعا “ماكرون” في دعايته لرئاسة الاتحاد لتعديل منطقة “شنغن” بشكل أفضل، وذلك لمواجهة موجات الهجرة العالمية، بالإضافة لطرحه مراجعة ميزانية ضبط العجز في الدول الأوروبية الأعضاء، من أجل تمويل الاستثمارات وتحقيق النمو للدول الأعضاء جميعاً.

اقرأ أيضاً: اختراق موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية في ذكرى اغتيال “سليماني”

وتذكر المصادر أن فرنسا تتولى للمرة الأولى رئاسة الاتحاد منذ عام 2008م، وتولت رئاسة الاتحاد 13 مرة منذ العام 1958م.

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة “ليل” الكاثوليكية “تييري شوبان”:” إن الحدث ورقةً رابحة لـ” ماكرون” في انتخاباته الرئاسية الفرنسية المقبلة والتي يرجح ترشحه لولاية ثانية، وفي حال نجاحه بالوفاء بالتزاماته الأوروبية؛ سيعزز ذلك فرصه في كسب قاعدته الانتخابية الفرنسية”.