الكونجرس الأمريكي يشكر قطر

واشنطن – بال بلس
بعد أن برز دور قـطر في الأزمة الأفغانية واضحاً، حيث لم يقتصر دورها على الوساطة السياسية مع طالبان في السابق، بل أصبحت محوراً مهما في عمليات الإجلاء الأمريكي من أفغانستان.

وأسهمت قطر أيضاً في مساعدات الوكالات الأممية في أفغانستان ووسائل الإعلام الدولية في الوقت الحرج، حيث يُعتبر نِصف من تم إجلاؤهم كان عبر الدوحة.

وأفادت وكالات عالمية أن نواب في الكونجرس الأمريكي يرفعون رسالة شكر إلى قـطر التي أصبحت من أكبر أصدقاء الشعب الأمريكي، وتعمل مع أمريكا في كل أماكن العالم من أجل حفظ الأمن والاستقرار العالمي.

قطر قبل كابول ليس هي قـطر ما بعد كابول

جاءت هذه الرسالة من عشرات الإشارات الأخرى التي تشير إلى أن قـطر قبل كابول ليس هي قطر ما بعد كابول.

رسائل الشكر لـ قطر من قبل بعض
أعضاء الكونجرس الامريكي

فقد وصلت قطـر في الأسابيع الأخيرة إلى حظوة كبيرة في قلب أمريكا وصانعي القرار السياسي هناك بمن فيهم وزير الدفاع الأمريكي “أوستن”، ولا تنافسها بالمكانة إلا إسرائيل.

ويقول مراقبون أن قـطر أمريكياً وصلت لمكانة معينة كانت تحلم بها منذ زمن بعيد، خاصة بعد اتهامها قبل أشهر بقضايا دعم الإرهاب وقد جاءتها فرصة أفغانستان والمساعدة في إنقاذ أرواح جنود البحرية الأمريكية على طبق من ذهب.

هذه المكانة قد تؤهلها لاستثمارها في إعادة ترتيب العلاقة بين حماس وإسرائيل بتفاهمات جديدة وبمباركة البيت الأبيض.

اقرأ أيضاً: “اتفاقيات أبراهام” حدث خاص سيقام في ذكرى صفقة القرن

ويذكر أن قطر سجلت نقاطاً دبلوماسية سابقاً عندما وقّعت طالبان والولايات المتحدة اتفاقهما في فبراير من العام الماضي.

حيث أنه بموجب ذلك الاتفاق وافقت الولايات المتحدة وحلفاؤها على سحب القوات من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية من حركة طالبان، بالإضافة للالتزام بالتفاوض مع الحكومة الأفغانية التي انهارت مع سيطرة الحركة على البلاد.

وكشف مصدر أن قـطر ساعدت سابقاً في ترتيب لقاء رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” مع القيادي بحركة “طالبان” عبد الغني برادر في العاصمة الأفغانية كابول.

وقال الخبير الألماني “غيدو شتاينبيرغ” خبير دراسات الشرق الأوسط في المؤسسة الألمانية للعلوم والسياسة في برلين: “أن قـطر تقدم نفسها كوسيط منذ عقدين من الزمن الإمارة الخليجية لا تتردد من عمليات التواصل مع الجهات الفاعلة في هذا الملف وأن قـطر عرضت نفسها في المحافل الدولية كوسيط مع طالبان تحديداً لما لقطر من علاقات مبكرة مع الحركة الأفغانية أسستها قطر جيداً مسبقاً “

قطر استثمرت كثيراً في الملف الأفغاني

وقال “خالد الجابر” الخبير السياسي القطري: المشكلة الأفغانية كانت أعقد بكثير مما يتوقع وأن الأمر احتاج إلى أطقم عمل واستثمار كبير في العلاقات والمباحثات السابقة وما انتهى من دور قطري في عملية الأجلاء الجوي الأمريكي من مطار كابول والذي يعتبر خدمة قوية في وقت حساس” .

ويتوقع مراقبون أنه كما ساهمت قـطر بدور كبير في الجهود الأمريكية للعمليات إجلاء الآلاف من الأشخاص من أفغانستان؛ فقد يُطلب من قطر أيضاً  المساهمة في تشكيل ملامح المرحلة المقبلة في أفغانستان بفضل علاقة قطر الوطيدة تراكمياً مع واشنطن وطالبان سابقاً.

و حسب وصف تقرير صحيفة The Independent البريطانية: حيث تأكد أن قـطر من بين الدول التي تم دعوتها للمشاركة في مؤتمر افتراضي سيستضيفه وزير الخارجية الأمريكي “بلينكن” لمناقشة تشكيل المرحلة الأفغانية المقبلة بعد انتهاء الولايات المتحدة الأمريكية من عمليات انسحابها من أفغانستان بعد سيطرة طالبان.

 وسيضم المؤتمر دول الاتحاد الأوروبي و(حلف شمال الأطلسي) (الناتو) وأيضاً كل من المملكة المتحدة وتركيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان