الإفراج عن فلسطيني اغتال السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي قبل 50 عاماً

واشنطن – بال بلس

الفلسطيني سرحان بشارة سرحان أقدم أسير بالعالم حصل على قرار إفراج مشروط سينظر فيه خلال 3 شهور وكان قد اغتال السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي قبل نصف عقد من الزمن.

“سرحان سرحان” 77 عام، قضى منها 53 عاماً في سجن سان ديغو بتهمة قتل السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي، قضى زهرة شبابه في السجن لم يتزوج، لم يعش كما عاش الناس، عاش محرومًا من أجل فلسطين حين كان لفلسطين في صدور الرجال معنى وقيمة وحب، يضحي من أجلها بالروح، دخل إلى السجن عام 1968 حين كانت فلسطين بنكبة واحدة، أصبحت بنكبتين: الاحتلال، والانقسام، وبعد أن كان يُظن عام 68 أنه بعد أيام ستتحرر فلسطين.

لحظة القبض على الفلسطيني سرحان سرحان بعد السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي

ونقلت مصادر صحفية أن قاتل السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي، الفلسطيني سرحـان بشارة سرحان مُنح “الإفراج المشروط” يوم الجمعة الماضي، وهو فلسطيني مسيحي يحمل الجنسية الأردنية اغتال السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي في لوس أنجلوس.

و تم منح الفلسطيني سرحان الإفراج المشروط بعد أن قام اثنان من أبناء السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي بالدعوة إلى إطلاق سراحه  ورفض المُدعون العاميون أن يظل السجين الفلسطيني وراء القضبان.

وبحسب وكالة “أسوشيتيد برس” يعد القرار انتصارًا كبيرًا لسرحان ذي الـ77 عامًا رغم أن القرار لا يضمن إطلاق سراحه المباشر حيث ستتم مراجعة قرار اللجنة في جلسة استماع خاصة بهذا الشان خلال 90 يومًا من قِبل مسؤولي لجنة الإفراج المشروط في كاليفورنيا، ثم سيتم إرساله إلى حاكم الولاية الذي سيكون أمامه 30 يومًا ليقرر ما إذا كان سيتم منح أو رفض أو تعديل أمر الإفراج.

عائلة السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي تصرح

وقال “دوجلاس روبرت كينيدي” والذي كان طفلاً عام 1968 عند اغتيال والده: “إنه بكى بأسف وتأثر، وأشار إلى امكانية إطلاق سراح  سرحان إذا لم يصبح  يشكل تهديدًا على الآخرين”.

عائلة السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي وقاتله

وصرحت محامية سـرحان “أنجيلا بيري” أن مجلس الإفراج المشروط يجب أن يتخذ قراره بناء على حالة سـرحان الحالية.

وكان السيناتور روبرت كينيدي الشقيق الأصغر للرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية “جون إف كينيدي” يقوم بحملة ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة أثناء اغتياله وكان قد فاز في الانتخابات التمهيدية التي تم إجراءها في ولايات “إنديانا – نبراسكا – كاليفورنيا” وأحدث في كاليفورنيا انتصاراً على أقرب منافسيه وهو السناتور “يوجين مكارثي”، وجاء في 4 يونيو واحتفل به روبرت كينيدي بين مؤيديه في فندق “أمباسادور” في لوس أنجلوس، حيث ألقى كلمة حث فيها أنصاره على العمل حتى الفوز بـانتخابات شيكاغو المقبلة.

سرحان سرحان و السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي لحظة الحادث

وفقًا لملفات FBI مكتب التحقيقات الفيدرالي: فقد أنهى السيناتور روبرت كينيدي خطابه بعد منتصف الليل بحوالي 15 دقيقة ثم ذهب إلى قاعة أخرى للقيام بالتحدث إلى وسائل الإعلام ثم قادهُ أحد الموظفين بالفندق داخل ممرات المطبخ متجهاً للصالة الأخرى، وأوقفه بعض العاملين بالفندق لمصافحته ليظهر له فجأة سـرحان بشارة ويطلق النار على السيناتور روبرت كينيدي المرشح الديمقراطي الأمريكي.

سرحان فلسطيني من عائلة مسيحية يحمل الجنسية الأردنية وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1957، ووفقًا لشهادته فقد خطط لقتل السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي بعد تصريحاته التي دعم فيها صفقة بيع إلى “إسرائيل” 50 طائرة من طراز F-4، بعد أقل من عام على حرب حزيران 1967 بين “إسرائيل” والعرب.

ووفقًا لما كتبه سرحان في يوم 18 مايو 1968 “إن اغتيال السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي أصبح ضروريًا أكثر فأكثر قبل الخامس من يونيو”.

تم القبض على سرحان بعد إطلاق النار ونقل السيناتور روبرت كينيدي إلى مستشفى قريب قبل نقله لمستشفى آخر لإجراء جراحة طارئة، ولكن روبرت كينيدي توفي بعد يوم واحد من إطلاق النار بينما حُكم على سرحان بالإعدام عام 1969 وخفف إلى السجن المؤبد عام 1970.

سرحان غير مجرى تاريخ أمريكا بقتله السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي

سرحـان الشاب المندفع المتحمس الثائر والمتهور أقدمَ على حادثة غيرت مجرى التاريخ في أمريكا، عندما أقدم على اغتيال السيناتور الأمريكي روبرت كينيدي مرشح أوفر حظاً لرئاسة أمريكا في إنتخابات عام 1968.

وفي ولاية  كاليفورنيا الأمريكية صوتت لجنة إطلاق السراح المشروط لصالح إطلاق سراح الفلسطيني سرحـان بشارة سرحـان.

وقال سرحان بشارة للمفوض بلجنة إطلاق سراحه المشروط في كاليفورنيا: “إن الشاب المندفع (سرحان) الذي كان أنا في السابق، لم يعد له الآن وجود ، وقد كان السيناتور روبرت كينيدي أمل العالم.. وأنا أصبتهم جميعاً.. وآذيتهم، ويؤلمني حقيقةً أنني خضت تلك التجربة وأعلم كم هو عملٌ مروع”.

ووفقًا لوكالة الأسوشيتيد برس وكالة الأنباء الوحيدة التي سُمح لها لحضور جلسة الإفراج المشروط، قال مكتب المدعي العام المحلي في مدينة “لوس أنجلوس” أنه لن يعارض قرار إطلاق السراح.

وهذه المرة تعتبر السادسة عشرة التي يطلب فيها الفلسطيني سرحان 77 عام الإفراج المشروط، فمنذ القبض عليه بعد ارتكاب الحادثة يردد أنه نفذ جريمته بسبب دعم عضو مجلس الشيوخ السيناتور روبرت كينيدي لمنح “إسرائيل” مساعدات أمريكية، وأكد أنه في الوقت الحالي لا يتذكر بوضوح تفاصيل الهجوم.

ولد سرحان في عائلة فلسطينية مسيحية بمدينة القدس في عام 1944، وبالسنوات الأولى من عمره شهد أحداث حرب 1948، وتقول والدته ماري إن نجلها شاهد رجلاً يُقتل في هجوم بانفجار قنبلة خلال هجوم في حيهم بالقدس في طفولته وظل هذا المشهد يطارده.

وتقول والدته “ماري” أنَ الدين كان مهماً جداً بالنسبة له، حتى أنه شكا لها  أقرانه الأطفال في مثل عمره أنهم لا يأخذون الدين بجدية.

وكان سرحان بشارة قد انضم الى الكنيسة المعمدانية، ولكن في عام 1966 -أي قبل اعتقاله بعامين- تحول إلى طائفة أخرى روحانية سرية وذات نزعة “فلسفية هرمسية” تدعى بـ “الصليب الزهري” أو الاسم المتعارف عليه “روسيكروسيانـيـسـيم” نسبة لمؤسسها “كريسـتيان روسنكـريوز” وتدعو الطائفة للتآخي بين النـاس جميعاً وتعتقد أن الإنسان لدية طاقة عظيمة ومن الممكن أن يستغلها ليصبح أفضل وأسعد.

اقرأ أيضاً: القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة وخطة بايدن لفتحها

وبعد الحادث عثر المحققون على مذكرة لسرحـان في شقته والتي كشفت فيها عن تصاعد غضبه ضد الصهاينة، وقد ورد اسم كينيدي بينهم بل وحدد الخامس من يونيو يوماً لاغتياله، وهو نفس اليوم الذي شهد قبل عام بداية حرب عام 1967 ( النكسة) بين “إسرائيل” ومصر وسوريا والأردن.