الرئيس عباس يؤكد على ضرورة مواجهة الحقيقة مع سلطة الاحتلال في اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة

رام الله – بال بلس
ترأس الرئيس عباس مساء أمس الاثنين، اجتماعاً خاصاً للّجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وذلك في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، حسب ما أفادت المصادر الفلسطينية الرسمية.

وأضافت المصادر أن سيادة الرئيس محمود عباس أطلع أعضاء اللجنة التنفيذية على صورة تطورات الأوضاع الفلسطينية والتحركات والاتصالات التي أجراها مع القيادة الفلسطينية على الأصعدة المختلفة المحلية والعربية والدولية.

وذلك لبحث المستجدات السياسية الفلسطينية، وأبرزها نتائج القمة الثلاثية “الفلسطينية المصرية الأردنية”، والتّي أكدت حينها على وحدة الموقف المشترك بين القادة الثلاثة في تعاملهم مع الجهود الإقليميـة والدوليـة، من أجل إنهاء حالة جمود عملية السلام بالشرق الأوسط.

وأشارت المصادر الفلسطينية أن جهود الرئيس عباس المذكورة في إطار الضغط الدولي والعربي والإقليمي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، وتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالمبادرة العربية للسلام بكل بنودها.

وأكد الرئيس عباس بالاجتماع أيضاً على ضرورة عقد “المجلس المركزي” لمنظمة التحرير الفلسطينيـة؛ من أجل ترتيب الأوضـاع الفلسطينية الداخليــة، وتعزيز قدرة المؤسسـات الفلسطينية وتفعيلها.

اقرأ أيضأً: اللجنة المصرية لإعمار غزة تمارس أعمالها رسمياً اليوم

 كما أشار الرئيس عباس إلى تعزيز وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية؛ باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، عن طريق إنهاء الانقسام، ووضع حد لمحـاولات تمزيق وحدة الساحة الفلسطينية، والتشكيك المستمر في البرنامج الوطني الفلسطيني؛ المُقر في المجلس الوطني الفلسطينـي في دوراته المتعاقبة.

الرئيس عباس وتنفيذية المنظمة يحددوا موعد الاجتماع المركزي

وذكرت المصادر الفلسطينية أن اللجنـة التنفيذية قد أقرّت عقد دورة “المجلس المركـزي” في موعد أقصـاه أوائل “كانون ثاني”، ويُحدد بالتنسيق بين اللجنة التنفيذية ورئاسة المجلس الوطني.

واستعرضت اللجنة التنفيذية للمنظمة في الاجتماع؛ سياسة التوسع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي في كافة أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مدينة القدس بشكل خاص، والتي كان آخـرها قرار إقامة 10 آلاف وحدة استيطانية في القدس العاصمة ومحيطها، في أرض مطار قلنديا.

كما ناقشت اللجنة بالاجتماع جريمة قطعان المستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى بحماية جنود الاحتلال والصلاة فيها، وهو أمر مخالف للوضع القانوني التاريخي المتفق عليه للقدس والمقدسات.

كما تم مناقشة جريمـة تجريف “المقبرة اليوسفية”، وبناء “المصعد الكهربائي” في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، وكذلك الاستمرار بسياسة مصادرة الأراضي الفلسطينية بقرارات حكومية إسرائيلية، وهدم البيوت المستمر وإساءة معاملة الأسرى الأبطال، خاصة بعد استطاعة 6 أبطال منهم انتزاع حريتهم رغم أنف السجان في عملية بطولية.

وأيضاً تمت مناقشة قضية إضراب عشرات الأسرى عن الطعام الآن، مؤكدين بنضالهم أن الشعب الفلسطيني مصمم على انتزاع حريته وحرية أرضه المحتلة.

اقرأ أيضأ: مناورة بحرية مفاجئة للاحتلال تحاكي التعامل مع تهديد غواصات غزة الغير مأهولة

كما أكدت اللجنة التنفيذية للمنظمة أنه يجب على المنظمات الدولية تحمل مسؤولياتها لإنهاء سياسة الاحتلال بالاعتقـال الإداري، واحتجاز جثامين شهدائنـا الفلسطينيين.

كما استمعت اللجنة بالاجتماع إلى تقرير عن الاتصالات الأميركية الفلسطينية الجارية في ضوء إعادة العلاقات والاتصالات السياسية بينهما.

 وأشارت بأنه رغم مضي 9 أشهر على وجود الإدارة الجديدة في البيت الأبيض وسياستها المعلنة من الرئيس “بايدن”، أصبحنا نعاني من تباطؤ في التحرك السياسي والحصار المالي الخانق رغم وعود إيجابية من الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأكدت اللجنة التنفيذية أيضاً على ضرورة اقتران الأقوال بالأفعال، وقد نجد أنفسنا مضطريـن إلى التحلل من التزاماتنا طالما أن هذه الالتزامات لا تتم بشكل متبادل قولاً وفعلاً من كافة الأطراف المعنية.

وأكد الرئيس عباس في اجتماعه مع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير على ضرورة مواجهة الحقيقـة مع سلطة الاحتلال، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

ودعت اللجنة المجتمع الدولي والإدارة الأميركية لتحمل مسؤولياتهم المباشرة، ووضع حد لعدم التزام سلطة الاحتلال الإسرائيلية، وقيامها بإجراءات أحادية الجانب، تتعارض وحقوق الطرف الآخر، سواء ما يتعلق منها بالقدس، أو باقي بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2334) أو بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني – وفق قرار الأمم المتحدة لعام 2018

وأكدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه يجب على المؤسسات الفلسطينيّة المعنيّة أن تتابع قضايا الاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية ،وانتهاكات الاستيطان والأسرى، في المحاكم والمؤسسات الدولية المعنية بتنفيذ القرارات الدولية.

 وخاصة القرارات الدولية المعروفة بحماية البلدان المحتلة من السياسة العدوانية القائمة بالاحتلال، سواء محكمة الجنايـات الدوليـة ومجلـس حقوق الإنسان، أو محكمـة العـدل الدوليـة.

الرئيس عباس يشيد بالمقاومة الشعبية

وعبّرت اللجنة التنفيذية للمنظمة على لسان الرئيس عباس عن اعتزازها بصمود أبناء شعبنا في وطنهم، وانخراطهم في المقاومـة الشعبيـة التي ازدادت مؤخراً، وأصبحت أكثر اتساعـاً وشمولاً لحماية الممتلكات والأراضي الفلسطينية من بطش الاحتلال ومستوطنيه في أحياء القدس المختلفة وخاصة الشيخ جراح وباب العامود.

وأيضاً في بيتا وجبل صبيح، وبيت دجن والخليل، والأغوار وكفر قدوم ويطّا.

 وأكدت اللجنة على ضرورة العمل على تطوير المقاومة الشعبية، وانخراط كافة أبناء شعبنا والمشاركة فيها.

ووجهت اللجنة في ختام اجتماعها التحية للشهداء الأبطال، ولأسرانا البواسل ولكل أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وهم يصنعون ملحمة الصمود والحرية.