فرنسا تعتزم فتح أرشيف حرب الجزائر قبل المهلة القانونية بـ 15 عام

باريس – بال بلس
أفادت مصادر صحفية فرنسية عن عزم باريس فتح أرشيف حرب الجزائر ورفع السرية عن أرشيف “التحقيقات القضائية” الخاصة بحرب الجزائر الواقعة بين أعوام “1954-1962″، وذلك قبل 15 عاماً من المدة القانونية.

وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية “روزلين باشلو” في تصريح صحفي لموقع “فرانس24″، بأنه سوف يتم فتح أرشيف التحقيقات القضائية لقوات الدرك والشرطة الفرنسية؛ حول حرب الجزائر؛ وذلك قبل 15 عاماً من موعده.

فتح أرشيف حرب الجزائر لمحو التزوير والرواية الكاذبة

وأضافت وزيرة الثقافة الفرنسية بقولها، أنها “تريد تنفيذ ذلك رغم إزعاجه للفرنسيين، وأنها ستفتح ملف مسألة مثيرة للغضب ومزعجة، وفيها تزويير للتاريخ، ويجب أن نكون قادرين على مواجهة تلك المسألة، ولا يمكن بناء رواية تاريخية على تزوير وكذب”، بحسب تعبيرها.

وتابعت الوزيرة “باشلو” بقولها أن “التزوير يجلب كل الأخطاء والمشكلات والكراهية، أما اللحظة التي تطرح فيها الحقائق على الطاولة والاعتراف بها وتحليلها؛ فمن تلك اللحظة فقط؛ يمكن أن نبني تاريخاً جديداً مختلفاً ومصالحة مع الجميع”.

وتذكر المصادر بأن الخطوة الفرنسية – بفتح أرشيف حرب الجزائر وكشف أرشيف حقائق أعمال التعذيب المسجلة التي ارتكبها الجيش الفرنسي بحق الجزائريين-  تأتي في خضم أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية المتوترة أصلاً منذ عدة أشهر.

وأشارت “باشلو” بأنه لدى فرنسا “أشياء” يجب إعادة بنائها مع دولة الجزائر، ولا يمكن ذلك إلا بناءً على الحقيقة، ومن مصلحة البلاد الاعتراف بها، بحسب تعبيرها.

وتذكر المصادر بأن تصريحات وزيرة الثقافة الفرنسية بفتح مبكر لـ أرشيف حرب الجزائر؛ جاءت بعد يومين من زيارة “جان إيف لودريان” وزير الخارجية الفرنسي للعاصمة الجزائرية.

اقرأ أيضاً: واشنطن: القوات الأمريكية لن تغادر العراق

 وتضيف المصادر بأن ذلك يأتي في إطار سياسة “مصالحة الذاكرة” والتي أطلقها “ماكرون”، حيث اعترف سابقاً في 13 سبتمبر 2018م بأن اختفاء “موريس أودان” عالم الرياضيات الشيوعي في 1957م بالعاصمة الجزائر؛ كان ذلك من فعل الجيش الفرنسي، واعداً عائلته بالوصول إلى الأرشيف.

وفي 9 مارس من هذا العام أعلن “ماكرون” عن اتباع خطوات تبسيط الوصول إلى إجراءات رفع السرية عن وثائق الأرشيف القضائي الفرنسي في تلك الحقبة التي يزيد عمرها على 50 عاماً، وتقصير فترة انتظار فتح الأرشيف.