ناجي العلي، ذكرى رحيله تاركاً لنا “حنظلة” و40 ألفاً من رسومه

رام الله – بال بلس
ناجي العلي فنان كاريكاتير فلسطيني مبتكر شخصية “حنظلة” الخالدة.
ولد في فلسطين ثم هُجّر مع عائلته إلى لبنان لينشأ فيها، بدأ مسيرته في رسم الكاريكاتير داخل زنزانة المعتقل، انتقد من خلال هذا الفن، الاحتلال والقمع والاستبداد، وذاع صيته بسبب رسومه التي كانت سبباً وراء اغتياله.

مولد ناجي العلي ونشأته

لا توجد وثائق أو مصادر رسمية تحدد تاريخ مولد الفنان ناجي سليم حسين العلي على وجه الدقة، لكن المؤكد أنه ولد في عام 1937 في قرية “الشجرة” بمدينة الجليل لأسرة فلسطينية ميسورة الحال تعمل في الزراعة.

نزح وأسرته إلى جنوب لبنان في سنة النكبة 1948، ونشأ في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين.

دراسة ناجي وتكوينه

تلقى ناجي العلي التعليم الابتدائي في مدارس لبنان، وبسبب الصعوبات التي واجهته انقطع عن التعليم النظامي، فانضم لدراسة ميكانيكا السيارات في مدرسة مهنية بطرابلس شمال لبنان، ثم التحق بدراسة الرسم بالأكاديمية اللبنانية عام 1960 ودرس فيها لمدة عام.

وظائف العلي ومسؤولياته

عمل الرسام ناجي العلي في مجال الصحافة متنقلاً بين دولة لبنان ودولة الكويت ودولة لندن، حيث كان رسام كاريكاتير فلسطيني لاذعاً رافضاً وصارماً لا يساوم، يرسم ساخراً من قائد أو زعيم عربي، أو حتى متمرداً على واقع مؤلم يعيشه، أو فاضحاً لسياسة الاحتلال التي أفقدته بيته والوطن.

هاجر إلى الكويت في عام 1963، ليعمل في مجلة الطليعة الكويتية رساماً للكاريكاتير، ثم انتقل إلى جريدة السياسة الكويتية بعد خمسة أعوام واستمر يرسم الكاريكاتير فيها حتى عام 1975 لينتقل في نفس العام إلى جريدة السفير اللبنانية التي استمر بها حتى عام 1973.

اقرأ أيضاً: محمود درويش ، 13عاماً على رحيل شاعر القضية والوطن، فيديو

انتُخب ناجي العلي رئيساً لرابطة الكاريكاتير العربي في سنة 1979، ثم عاد للعمل في الكويت للعمل بجريدة القبس الكويتية، ولمدة عامين استمر في العمل بها قبل أن يرحل عنها وينتقل إلى العمل في جريدة القبس الدولية في بريطانيا عام 1985.

تجربة ناجي الفنية

بدأت رحلته مع الرسم داخل زنازين الاحتلال، حيث اعتقله الاحتلال الإسرائيلي، حينها ملأ ناجي العلي جدران الزنزانة بالرسوم، ثم كرر الأمر في الزنازين اللبنانية عندما اعتقله الجيش اللبناني.

نقل تجربته من جدران الزنازين إلى جدران مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، فشاهد هذه الرسومات الكاتب والمفكر الفلسطيني غسان كنفاني خلال زيارة للمخيم، فنشر أحدها في مجلة “الحرية” بالعدد 88 في 25 أيلول / سبتمبر 1961 لتبدأ رحلة غسان وناجي مع رفيق دربهما “حنظلة” على صفحات الجرائد.

شخصية “حنظلة” هو رسم يظهر فيه طفل يعقد يديه خلف ظهره، اختاره ناجي لرسوماته، ليصبح حنظلة توقيعاً يختم به العلي رسوماته، لم يكن حنظلة الوحيد مع ناجي حيث كانت لديه شخصيات أخرى ترافقه في الرسوم، منها “فاطمة” الشخصية الفلسطينية الصريحة الواضحة، وزوجها الذي ينكسر أحياناً.

رسم ناجي العلي قرابة 40 ألف كاريكاتير خلال حياته الفنية، وكانت ريشته كما المشرط يحاول العلي استئصال كل الأورام الخبيثة في الجسم العربي، وكانت رسوماته تتميز بالحدة والجرأة والصراحة، تلامس هموم الشعوب وتوجهات الشارع العربي.

وحطمت جدران الخوف والذل التي أحاطت الأنظمة العربية بها الشعوب، سخر في رسومه من جميع الأنظمة، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، وكان يدرك خطورة ذلك.

مؤلفات ناجي العلي

أصدر ناجي ثلاثة كتب ضمت مجموعة من رسومه المختارة.

الأوسمة والجوائز التي حصل عليها العلي

فاز ناجي العلي بالعديد من الجوائز الكبيرة من بينها الجائزة الأولى في معرض الكاريكاتير للفنانين العرب في العاصمة السورية دمشق عامي 1979 و1980، كما صنف أحد أشهر عشرة رسامين للكاريكاتير في العالم حسب تصنيف صحيفة يابانية.

وفاة الناجي

توفي ناجي العلي يوم 29 أغسطس/آب 1987 في العاصمة البريطانية لندن متأثراً بإصابته بالرصاص الحي الذي أطلق عليه في 22 يوليو/تموز 1987، في عملية اغتيال غامضة لم تتحدد بشكل قاطع الجهة التي قامت بها، لكن أصابع الاتهام تشير إلى الاحتلال الإنسرائيلي، ودفن في لندن، خلافاً لرغبته بالدفن في مخيم عين الحلوة بجوار قبر والده.