هدية من القاهرة إلى إسرائيل! صحيفة عبرية: لماذا الآن بالذات وجَّه السيسي “دعوة بينت” لزيارة مصر؟

رام الله – بال بلس
تعليقاً على”دعوة بينت” .. قال الصحفي “جاكي حوجي” محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية والذي قام بنشرِ مقاله الأسبوعي في صحيفة “معاريف” العبرية: منذ سنوات أصَر النظام المصري على عدم توجيه أي دعوة رسمية لأي رئيسُ وزراءٍ إسرائيلي لزيارة القاهرة، إلا إذا حصل تطورٌ في مسار القضية الفلسطينية، ولكن فجأة هذا الأسبوع وُجهت دعوة رسمية لبينت لزيارة القاهرة، ما الذي تغير؟

حيث كانت هناك تطوراتٌ سياسية هامة ورغم انشغال جدول أعمال بينيت بسبب ضغوطات كورونا، فقد أَعلن مكتب رئيس الوزراء عن أن الرئيس المصري السيسي وجه دعوة رسمية لرئيس الوزراء الإسرائيلي “نفتالي بينت”.

“دعوة بينت” بهذه الظروف تعتبر سابقة

وذكر الكاتب استلام رئيس الوزراء الإسرائيلي “دعوة بينت” من رئيس المخابرات المصرية أثناء زيارته قبل أيام، وتعد الزيارة الثانية لرئيس المخابرات المصري خلال شهرين أو أكثر على زيارةٍ سابقة بعد “حارس الأسوار”، وكان اللقاء الأخير جيد جداً، وإذا حصل اللقاء المرتقب بالفعل فإنه سيكون أول زيارة “علنية” لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ تولي السيسي السلطة في عام 2013م، ويُذكر أن سلفه نتنياهو زار مصر سراً بزيارة غير رسمية.


وخلالَ السنوات السابقة، حرص النظام المصري على عدم توجيه الدعوة لـ تل أبيب لزيارةِ القاهرة، إلا في حالِ حصول تطورات إيجابية في المسار الفلسطيني، والآن ها هو الشرط لم يتحقق ولايزال بعيد المنال ومع ذلك وُجهت دعوة بينت مؤخراً، وليس إلى شرم الشيخ بل للقاهرة رسمياً، ولرئيس وزراءٍ يرأس حزباً معروفاً بأنه يمثل المشروع الاستيطاني، ودافع عنه بقوةٍ فور بدء ولايته.


وتابع الكاتب أنه قبل عهد السيسي، جعل المصريين من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة ورقة سياسية، فالدعوة التي تعتبر في أي مكان آخر مسألة عادية، قدمت هذا الأسبوع باعتبارها هدية من القاهرة لإسرائيل من أجلِ بايدن طبعاً.


ومن المتوقع أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض في زيارةٍ هي الأولى له بعد أن وُجهت له الدعوة إلى هناك من قبل الرئيس الأمريكي.

الهدف من دعوة بينت للزيارة

وأضاف “حاكي”، المصريين يريدون الحفاظ على إسرائيل باعتبارها مدافعا نزيهاً عنهم في واشنطن، على الرغم من أنهم لن يقولوا ذلك صراحةً، إلا أن تغيير السلطة في الولايات المتحدة وإسرائيل كان مصدراً للقلق بالنسبة لهم، ففي إسرائيل كان نتنياهو صديقا للسيسي وفي البيت الأبيض وجد ترامب داعماً له، وكلاهما عادا إلى البيت، وهناك أمران مهمانِ للقاهرة تستطيع تحقيقها من “دعوة بينت” لزيارتها، الأول يتعلق بنظرة واشنطن لمصر في قضية حقوق الإنسان وملاحقة المعارضين، والثاني استمرار المساعدات المالية، فيخشى السيسي أنه في عهد بايدن وبسبب الضغوط من داخل حزبه العودة لنفس سياسات أوباما والعمل ضد القاهرة ويفرض عليها عقوبات ويُجمد المساعدات ويتسبب بإحراجها في كل مكان.

اقرأ أيضاً: مصادر صحيفة تكشف: ملامح “خطة السلام” تجهزها واشنطن لحل “القضية الفلسطينية”
وختم الكاتب “إن يد النظام المصري ثقيلة على المعارضين، وهذا ما يعرفه كل العالم، ولكن مصر تبني علاقتها مع نظام بايدن بحذرٍ وقلق، ولأجل ذلك تحتاج إلى مساعدة ومساندة إسرائيل”.

ترجمة معاوية علي موسى