ما مصير أسرى نفق الحرية الذين أعيد اعتقالهم بعد فرارهم من سجن جلبوع؟

رام الله -غزة
 يجيب الأسرى المفرج عنهم، الذين هربوا سابقًا، أن أسرى نفق الحرية الذين أعيد اعتقالهم بعد فرارهم من سجن جلبوع سيتم عزلهم واضطهادهم وتعذيبهم، ويستبعد آخرون تعرضهم لأذى جسدي أو نفسي.

شبه خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير الفلسطيني المحرر، شكل أسرى نفق الحرية الـ 4 الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم بعد أن انتزعوا حريتهم هم واثنين آخرون من سجن “جلبوع” فجر الاثنين الماضي، بأنه أشبه بمشهد اعتقال القائد الليبي عمر المختار الذي ثار في وجه الاحتلال الإيطالي، مكبلا بالسلاسل.

عدنان، الذي خاض عدة إضرابات عن الطعام في سجون الاحتلال احتجاجًا على اعتقاله وعاش مع معظم الأسرى الفلسطينيين الستة أبطال نفق الحرية ، يقول إن الاحتلال بدأ منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم الجديد بوضع قيود على يديهم وقدميهم.

وسيزيد هذه القيود إلى 5 موزعة بين الأيدي والأقدام كل على حدة، وسيقيدها بحيث تكون حركتهم صعبة قدر الإمكان وبوزن كبير.

أبطال نفق الحرية يواجهون الآن التحقيق والعزل والقهر

ويرى عدنان، في حديثه لموقع “الجزيرة نت”، أن الاحتلال سينقل الأسرى إلى التحقيق، وسيتعرضون لانتهاكات جسدية ونفسية كبيرة، وسيحاول الاحتلال إعادة صورته إلى النور بأنه المنتصر، وخاصة إدارة سجون الاحتلال وجهاز الأمن العام “الشاباك”.

وأضاف أنهم سيكونون معزولين ومضطهدين ولن يسمح لهم بالاستقرار في سجن أو زنزانة معينة، وقد يصل حد العزل إلى سنوات عديدة، وهذا ما حدث سابقاً مع الأسير محمود العارضة عزل لمدة 5 سنوات متواصلة في زنزانة صغيرة، بها حمام ومرحاض مجاوران وسرير حديدي أو سرير خرساني، وسيتم معاقبتهم بمنع زيارة أقاربهم.

ودعا عدنان المقاومة إلى وضع الأسرى أبطال نفق الحرية على رأس القائمة في أي صفقة إفراج مستقبلية، لأنهم حركوا شعبهم وراءهم، وقد سجل في تاريخهم أنهم وحدوا الشعب الفلسطيني وقلبوا صفحة الانقسام، وما فعلوه كان معركة تحرير لكل فلسطيني، وانتصارًا للقدس والمقدسات، والعودة إلى الساحة لمواجهة المحتل، ولن تذهب عملية هروبهم عبثًا، لأن بحسب قوله، سجلوا أسماءهم في تاريخ الشعب الفلسطيني كقادة قاوموا المحتل وأخضعوه.

خطة الهروب عبر نفق الحرية

ويعتقد الخبير في الشؤون الإسرائيلية والأسير المفرج عنه، جلال رمانة، أن الخطوة الأولى بعد عملية إعادة الاعتقال هي عرض الأسرى على الطبيب لمعرفة حالتهم الصحية قبل تسليمهم إلى محققي “الشاباك” أو “الشاباص” محققي سلطة السجن.

والأهم، بحسب رمانة، هو إجراء تحقيق شامل لمعرفة أدلة وتفاصيل عملية الهروب عبر نفق الحرية لتعلم الدروس منها، ومعرفة الأدوات التي تم استخدامها، وكيف بدأت الخطة، وما إذا كان هناك دور لعناصر إدارة السجن فيها.
ويُحتجز الأسرى في الحبس الانفرادي وفي الزنازين لفترات طويلة جدًا، يتم عزل كل منهم بشكل منفصل عن الآخر وعدم إعادة تجميعه.

يقول رمانة، واصفًا طريقة عزل الهاربين من السجن، “هذا النوع من العزل يمكن أن يستوعب سجينًا أو اثنين فقط، وسيتابع من “الشاباك”، ولن تنتهي العزلة إلا بتدخلات خارجية مثل إضراب جماعي للأسرى  في السجون، والمطالبات بإنهاء عزل الأسرى مرتبة حسب الأولويات، كما حدث في إضراب عام 2000 الذي استمر 31 يومًا، والذي بموجبه تم إنهاء عزل 19 أسيراً، وتكرر هذا الإضراب في عام 2011 وفي ذلك الوقت، تم إنهاء عزل 19 من الأسرى المعزولين العشرين، وادعى الاحتلال أن آخر أسير معزول لم يُحكم عليه بعد.

البطاقات الحمراء نصيب أبطال نفق الحرية

وفقاً لإجراءات الاحتلال المتبعة بحق الأسرى الذين هربوا أو سجلوا محاولة هروب، قال رمانة: “سيتم وضع شعار أحمر على بطاقة هوية السجين المكونة من 3 أحرف بالعبرية ” بالمعنى المختصر: “احتمال كبير للهروب” هذا الوصف يرافق الأسير في حياته في السجن.

وبشأن ما يتعرض له السجين بعد هذا التصنيف، يرد رمانة: “بناء على ذلك، فإن عمل الأسير محظور داخل الأقسام، وهو تحت حراسة أمنية كبيرة إذا تم نقله من غرفة لأخرى، وهذا لا يتم من خلال مدير القسم، ولكن تحت الإشراف المباشر لمدير السجن، وإذا تم نقله من سجن إلى آخر، فقد يتم استشارة “الشاباك” بشأن ذلك، ومن سيشرف على عملية النقل”.

أنظر أيضاً: بالفيديو، 4 من أسرى نفق الحرية يواجهون تهمة الإرهاب

ويستبعد رمانة أن يتعرض هؤلاء السجناء للأذى، لأن المحققين يعرفون أنهم ليسوا أشخاصًا عاديين، لكن لديهم رؤية ومشروع تحرير، وقد حققوا انتصارًا وإن كان معنويًا.

وكان “آلون شوستر”، نائب وزير أمن الاحتلال، قد وعد بأن سنوات طويلة في السجن تنتظر أبطال نفق الحرية الستة.