ما أسباب الانفتاح التركي الإماراتي المفاجئ؟

أنقرة – بال بلس
وصل أمس الأربعاء ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد آل نهيان” إلى العاصمة التركية “أنقرة” في زيارة رسمية بدعوة من الرئيس أردوغان، فيما يبدو تطور في علاقة الانفتاح التركي الإماراتي.

وأفاد مسؤولون أتراك بأن تركيا والإمارات تستهدفان التوصل إلى صفقات استثمارية خلال زيارة ولي عهد لأنقرة؛ في وقت تواجه فيه تركيا أزمة مالية واقتصادية.

وقال وريث أبو ظبي “بن زايد”: إنه ناقش في لقائه بـ”أردوغان”؛ تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكتب “بن زايد” على حسابه على تويتر: “نتطلع إلى آفاق جديدة من التعاون بين أنقرة وأبو ظبي، بما يخدم مصالحنا المشتركة وتطلعاتنا للنمو والازدهار” بحسب تعبيره.

وذكرت الصحف العالمية حول الانفتاح التركي الإماراتي وزيارة بن زايد لأنقرة، بأنه لقاء بارد وسلام عادي بالمصافحة فقط وليس بالأحضان رغم مرور ١٠ سنوات من القطيعة.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات “وام”، فقد تم توقيع عدة اتفاقيات تشمل عدداً من المجالات المختلفة التي تسهم في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك بينهما.

هل انهيار الاقتصاد التركي هو سبب إعادة أنقرة لعلاقاتها لأبو ظبي ومحاولات الانفتاح التركي الإماراتي؟

وذكرت مصادر تركية بأن الليرة التركية في أسوأ حالاتها حالياً حيث هبطت إلى أدنى مستوى وأكبر خسارة لها في 11 يوماً منذ 1999 خلال فترة السقوط الحر، ولكن المصادر أشارت بان الليرة ارتفعت قليلاً  بعد وصول الإماراتي إلى تركيا.

وكما هو متوقع من مراقبون فقد وافقت الإمارات على استثمار حوالي 20 مليار دولار (بحسب مصادر أخرى 10 مليارات) في الاقتصاد التركي ابتداءً من الشهر المقبل.

وتذكر مصادر تركية بأنه قبل يومين انفجرت احتجاجات في تركيا ضد سياسة أردوغان بسبب الانهيار الاقتصاد الحالي، ومطالبته بإجراء انتخابات مبكرة لإنقاذ البلاد.

بحسب مصادر اقتصادية عالمية؛ ديون تركيا على بنوك الدول الغربية:

 • إسبانيا 64 مليار دولار

 • فرنسا 24 مليار دولار

 • إيطاليا 21 مليار دولار

 • بريطانيا 13 مليار دولار

 • أمريكا 10 مليار دولار

 • ألمانيا 9 مليار دولار

 • اليابان 7 مليار دولار

ما أسباب الانفتاح التركي الإماراتي المفاجئ؟

ولم يتوقع أكثر المتفائلين؛ سرعة الانفتاح بين أنقرة وأبوظبي، وسط التراكمات المعروفة من الخلافات الثنائية والإقليمية، ولكن بحسب مراقبون، فإن الانفتاح التركي الإماراتي، لم يكن مفاجئاً، بل سبقه كثير من المؤشرات التي مهدت للقاء، ومقدمة لشراكة أوسع.

ويذكر مراقبون أسباب الانفتاح السريع بعد عقد من القطيعة؛ فقد أدخلت الإمارات تعديلات على سياساتها الخارجية؛ وذلك بخفض التصعيد في الإقليم، وقال “سمير صالحة” أستاذ علاقات دولية في جامعة “كوجالي” تركيا ، إن التقارب ليس اقتصادي فقط؛ فبحسب المستشار الإماراتي “قرقاش” قوله ، الإمارات هي شريك تجاري أول لتركيا في الشرق الأوسط.

وأضاف الأكاديمي التركي لـ(قناة الجزيرة) عن أسباب الانفتاح التركي الإماراتي: “كانت الإمارات تتابع تفاصيل الحوار التركي السعودي، والتركي المصري مؤخراً، والمبادرة التركية في موضوع “سد النهضة”، وزيارة “البرهان” إلى تركيا وزيارة رئيس الوزراء الأثيوبي إلى تركيا.

اقرأ أيضاً: توقيع اتفاقية نوايا في الإمارات بين الأردن والاحتلال برعاية أمريكية للتعاون في مجال الطاقة والمياه

ولفت التركي بالمقابل؛ إلى أن أنقرة على علم بتفاصيل خطة “أبوظبي” لتسوية نزاع أثيوبيا ومصر، وزيارة المستشار الإماراتي “طحنون بن زايد” للقاهرة قبل أنقرة؛ فكانت هناك تفاهمات على نار هادئة، ومرتبط حتماً بالتحرّك التركي الأردني القطري مؤخراً.

وبحسب المصادر فقد عينت تركيا مؤخراً سفيراً جديداً لها في أبوظبي لمتابعة الرسائل الجديدة للإمارات والتفاعل معها بإيجابية، في إشارة لتطور الانفتاح التركي الإماراتي منذ مدة.

ووفقاً لدراسة (مركز دراسات الشرق الأوسط) في أنقرة؛ فإن أسباب التحول في العلاقة بين تركيا والإمارات؛ والانفتاح بينهما؛ راجع لتغيير قيادة الولايات المتحدة السابقة، وآثار سلبية اقتصادية لفايروس كورونا على الدول، والمحور المصري السعودي الذي غير سياسته السلبية تجاه تركيا؛ مما شجع أبو ظبي لخوض التجربة.

وتذكر المصادر الإماراتية تصريح سابق للمستشار الإماراتي “أنور قرقاش” قوله:”إن أبوظبي ستعزز علاقاتها مع الجميع؛ ونوّه إلى أنّ اختلاف المواقف بين الدول لن يحول دون تعزيز العلاقة الاقتصادية اللازمة”.