المناضلة شهد أبو سلامة تتعرض لتوقيف من جامعة بريطانية بعد هجمة صهيونية عليها

لندن – بال بلس
تعرضت “شهد أبو سلامة” إلى هجوم متجدّد من قِبَل الإعلام الصهيوني اعتراضاً منهم على قرار تعيينها محاضرة مشاركة في جامعة شيفيلد هالام (SHU).

و”شهد” فتاة فلسطينية مقيمة في بريطانيا ناضلت نضالاً فكرياً “لا عنفي” أثار غضب الإعلام الصهيوني، علماً بأنها قد قدمت حديثاً أطروحة دكتوراه حول “التمـثيل الـتاريخي للاجئـين الفلسطينـيين في الأفلام الوثائقـية والاسـتعمارية والإنـسانية والفلسـطينية من عام 1917 إلى 1993م”.

وأوضحت شهد أبو سلامة بحديث لها لمصادر خاصة، أن حمـلة التشـهير الصهـيوني تعتبر نمط تاريخي، بحيث تسيطر الرواية الصهيونية الاستعمارية، و دائماً تحظى بامتيـاز على روايـات المظلوميـن، ولفتت إلى أن الصحافة الصهيونية تجاوزت كل معايير مهنة الصحافة وهي لم تتعامل معهم على الإطلاق، علماً بأنها شنّت حملة ضدها سابقاً أيضاً.

وأردفت شهد، أن صحيفة “ذا جويـش كرونيـكل” (The Jewish Chronicle) حاولت التواصل معها، وقد منحتها مهلة 24 ساعة لترد على اتّهاماتها، إلا أنها لم ترد لأنهم أخذوا القضية من جانب اتّهام وليس على سبيل الاستفسار فحسب.

وأشارت إلى أن الحملة لا تهاجمها شخصياً، لكن حاولت تقويـض كل القضايا التي تمثلها، لهذا السبب يجب مقاومتها، مؤكدة أن ما صدمها بالأكثر، قرار الجامعة الذي أكد على توقفها عن العمل في الجامعة، كمدرسة بدون الرجوع إليها والتوضيح لها عن الأسباب التي دفعتهم لذلك، بل أنها علمت السبب من الإعلام الصهيوني، علماً بأنها عضـو في الجامعة منـذ 4 سنوات، وعملت فيها “مُدرسة “.

شهد أبو سلامة تعتز بإنجازاتها لصالح القضية الفلسطينية

في نفس السياق أكدت شهد أبو سلامة دعمها للقضية الفلسطينية وتكافح لصالحها، وهي مفتخرة بإنجازاتها التي سببت الهجوم عليها، وكانت آخر انتصاراتها أنها شاركت بشكل فعّال في حمـلة ضد أحد أضخم الشركات للأسلحة الإسرائيلية “إيلبـت سيسـتمز” (Elbit Systems)، ويذكر أنه تم إغلاق أحد فروع هذه الشركات الموجودة في منطقة “أولـدهام” في بريطانيا، في أوائـل ينـاير/كانون الثاني الجاري.

وتحدثت أبو سلامة عن ما حصل، أنها كانت في الميـدان مع المتظـاهرين، وطالبوا بأن تغلق الشركات الخاصة بالأسلحة التي تربح بلاييـن الـدولارات من خلال قتل الفلسطينيين، مؤكدة أنهم غاضبون من كل هذه النجاحات التي تحققها الحركة العالمية والتي تدعم القضية الفلسطينية، ويسعون وراء عرقلة هذه الإنجازات، وللحديث عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في الشيخ جراح وبيتا والنقب وغزة، وقالت شهد: “أنا عشـت هـذه الجـرائم، عشـت ملـيون حـرب في غـزة، وُلـدت في الانتفاضـة الأولى ,وعشت الانتفاضـة الثانيـة”.

اقرأ أيضاً: رسوم كاريكاتورية مسيئة للرئيس الراحل ياسر عرفات في معرض برام الله – بالصور

ويذكر أن أبو سلامة ابنة لسجـين سياسـي سابق قد سُجن 15عاماً في السجون الإسرائيلية، استثمرت سنوات دراستها الجامعية في الكفاح عن الأسرى الفلسطينيين، وفضح جرائم الاحتلال بشتى الطرق، في الوقت الذي فشـلت كل الدولـ محاسبة “إسرائيل”.

ومنذ أن غادرت شهد أبو سلامة غزة لاستكمال تعليمها العالي في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2013م، كانت إحدى أعلى الأصوات المناصرة لدولة فلسطين والعديد من القضايا المناهضـة للعنصـرية أينما كانت، كما وحصلت على دعم من “مركـز الدعم القانـوني الأوروبـي (ELSC)، ومن عدة من أشخاص لامعين وأكاديميين وناشطين ومناهضين للعنصرية، أحدهم “أندرو فينشـتاين”، وهو ابن أحد الذين نجوا من المحرقة وأيضاً عضو سابق في البرلمان في عهد “نيلـسون مانديـلا”.

أندرو فينشـتاين يدعم شهد ويؤكد على إنسانيتها ومناهضتها للعنصرية

وقام  “فينشتاين” بخطاب دعماً لشهد أبو سلامة قال فيه: “أنا أحد الناجـين من المـحرقة، وفقدت 39 فرداً من عائلتي في أوشفـيتز وتيريزينشـتات، وكنت أول شخص قد قدم اقتراحاً في البرلمان لإحياء ذكرى المحـرقة في جنوب أفريقيا”.

وأتبع في خطابه: “لطالما تأثرت بفكر وشغـف والـتزام وإنسانـية شهد ومناهضـتها للعنصـرية، فهي تعتبر صوت مهم وفعال في القضايا العالمية لمكافحة العنصرية، و تحديداً في الحقوق الفلسطينية”.

أكد أن اتهام شهد أبو سلامة “بمـعاداة الساميـة” يعتبر كذب وعارٍ من الصحة، ولا يوجد في منشوراتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في خطاباتها أو في محادثاتها، ما يمكن أن تفسـيره بأنه معـادٍ للسـامية أو عنصري.

كما وشدد “فينشتاين” على خطورة هذه الاتهامات، التي تعد النقد المشـروع لـ “إسـرائيل” بمثابة معاداة للسامية، وبين أنها تعيق حرية التعبير عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب من قبل الاحتلال، وتسكت الصوت الفلسطيني المشروع.