الإعلام العبري، غزة بين ضغط مصر وإسرائيل

رام الله – بال بلس
ذكرت صحيفة “معاريف” العبرية: “صرخات الغضب التي مرت عبر خطوط الهاتف بين القاهرة وغزة لا يمكن تصورها، تعبيراً عن غضِب المصريون، وكانوا محقين في ذلك”.

لكن قادة حماس عملوا عليها بهدوء ودون أن يرمش لهم جفن، وَعدوا بشيء وفعلوا شيئًا آخر، كان ذلك في ليل يوم السبت، حيث أقامت الفصائل مسيرةً بالقرب من السياج في الذكرى 52 لإحراق المسجد الأقصى.

كان لدى المصريين انطباع بأن المسيرة ستقام بضبط النفس، وأنه لا يتوقع حدوث مفاجآت، وبعثوا برسالة مطمئنة إلى إسرائيل، وتم إيقاف القوات على الجانب الآخر من السياج وفقًا لذلك.

حوالي الساعة السادسة مساءً، اندهش الجميع من أعمال الشغب الشديدة، تم إطلاق النار من شاب فلسطيني من مسافة صفر على الجندي “باريل شمولي”.

هنا شعَر المصريون بالخداع، وكإجراء عقابي قرروا إغلاق معبر رفح، أنبوب الأكسجين و ورقة الضغط الرئيسية لديهم على قيادة غزة.

اقرأ أيضا: رغمَ تجاهل بينيت، السلطة الفلسطينية تتلقى رسائل ايجابية من واشنطن

معبر رفح يجلبُ رؤوسَ الأموال إلى مصر، وقد أعيدَ فتحه بالفعل في نهاية ثلاثة أيامٍ فقط.
في غضونِ ذلك، لقد أكملوا مهمتهم بنجاح، كانت لدى قيادة حماس خطة، ولكي تنجح، كان عليها أن تعملَ حتى مع المصريين.
على الرغم من أن هذا يُعد خيانة للثقة بينهما، إلا أن قادة حماس كانوا يعلمون أن القاهرة ستحتويه، لقد قدَّروا أن إسرائيل ستحتويه أيضًا، وكانوا على حق.
قالوا لأنفسهم: سنقوم بتسخين الحدود، وربما ندخل في جولةٍ من القتال، لكننا سنكون قادرين على إيصال الرسالة.

اندهش البعض من إحراق حماس السياج بعد يومين من تجديد اتفاق الدولار، قالت حماس علانية إن الدولارات هي الحد الأدنى الضروري لبقاء اقتصاد غزة على قيد الحياة، وحتى عندما تتدفق، تظل غزة تحت خط الصفر.

غزة اليوم تقاتل من أجلِ الخُبز

 تم تدمير المصانع والوظائف في القتال الأخير وإغلاقها زاد النقص في السيولة، وزادت البطالة.

غزة اليوم تقاتل من أجلِ الخُبز، في اليوم التالي، جلس قادةُ حماس وقالوا لأنفسهم: “الدولارات بخير ، ولكن إذا لم نتحرك على الفور، فقد نُنسى”.

وأَخرجوا الحشود إلى السياج، إنهم يدركون جيدًا حدودهم ومقدرتهم، إنهم لا يمكنهم تحرير فلسطين، ولا يمكن لصواريخهم إلا أن تسببَ أضرارًا محدودة، وليس لديهم الكثير من الخيارات.

صحيحٌ أن استخدامَ العنف يأتي بثمن، لكنه يدُر بعض الأرباح، وبمساعدتهِ تمكنوا من الطفو باستخدام أنبوب التنفس.