صحفي صهيوني “المجتمع الإسرائيلي ينهار.. بعد ذبح كل البقرات المقدسة سيأتي الدور علينا أيضاً

القدس المحتلة – بال بلس
المجتمع الإسرائيلي ينهار أمام أعيننا ، بعد أن نذبح البقرات المقدسة واحدة تلو الأخرى، سنصل جميعنا إلى المذبح.

تحت هذا العنوان كتب العميد “اورن بافمان” – من صحيفة “معاريف

“يتطلب العام الجديد منا نظرة فاحصة ومعمقة إلى الوراء، وتحديد أهداف فورية، المجتمع الإسرائيلي في أزمة، هذه الأزمة التي قد تتطور لتصبح تهديداً وجودياً”.

“مزق عام ونصف من “الكورونا” إلى جانب أربع دورات انتخابية، وجولة جديدة من القتال في غزة، وأعمال العنف بين “عرب إسرائيل”؛ أعصاب المجتمع الإسرائيلي ،وكشف كل عصب حساس عنده: العرب واليهود، المتدينين الأرثوذكس  والعلمانيين، الملقحين والرافضين، أصحاب المهن المستقلة والعمال وأمور أخرى”.

المجتمع الإسرائيلي في انهيار متواصل

“العام الذي انهار فيه المجتمع الإسرائيلي أمام أعيننا، في الآونة الأخيرة وصلنا إلى ذروة جديدة في التوحش، عندما قامت جهات سياسية بالرقص على دماء جندي قتل أثناء أداء واجبه- أثناء مراسيم دفنه، فقد هاجموا لفظياً قادة حضروا للتعاطف مع وجع العائلة، واستغلوا بيت العزاء (السبعة أيام) للتحريض السياسي ضد رئيس الوزراء وضد التعليمات الصادرة من القيادة العسكرية في وسائل التواصل الاجتماعي”.

“البقرات المقدسة، الجيش الإسرائيلي، والقادة العسكريين والمقاتلون، القادة الكبار، رموز الحكم، الثقل، المحاكم وسيادة القانون التي تعتبر القاسم المشترك الذي يوحدنا جميعاً في الأزمات على امتداد عشرات سنوات من البناء والنهضة،دخلت حالياً في وادي سحيق”.

“ثقة الجمهور بقادته والمدافعين عنه من جنود الجيش أو عناصر الشرطة ضرورية جداً حتى نكون قادرين على استخدام القوة دون اعتبارات خارجة عن المألوف”.

“العملية التي مرت بها الشرطة الإسرائيلية خلال الأعوام السابقة (النظرة السلبية عند الجمهور)  بدأت تصل إلى الجيش الإسرائيلي، تداخل النقاش الهام حول موضوع المعاشات التقاعدية في الجيش الإسرائيلي في توقيت سيء، مع حوادث عملياتية وفقدان حياة أحد الجنود، لتبدأ حملة من الصلب ضد الجنود في الخدمة الدائمة وكبار ضباط الجيش”.

“يجب على القيادة العسكرية أن تقرأ الموقف جيداً، وذلك لأن أزمة الثقة العميقة هذه ستشل أي قدرة على القيام بعمليات عسكرية، أدخلت هذه الأزمة الدم السيء منذ بعض الوقت إلى حديث المقاتلين والثقة بسلسلة القيادة، وستمنع الرغبة بأن تكون جزءاً من هذا الكيان (الجيش )، الذي  يشعر المجتمع بالكراهية تجاهه (بالقوات النظامية، في الاحتياط ، أو الانضمام إلى الخدمة الطويلة والمحترفة فيه)”.

“تحول الجيش الإسرائيلي  في نظر بعض الجمهور فجأة إلى مجموعة قبائل : قبيلة الضباط الكبار، قبيلة صغار الضباط، قبيلة القوات النظامية، قبيلة 8200 ، قبيلة الاحتياط”.

اقرأ أيضاً: محكمة الاحتلال تمدد توقيف أسرى سجن جلبوع الأربعة لـ 10 أيام

“الخطة متعددة السنوات التي بلورها رئيس هيئة الأركان هي خطة مهنية وجيدة، لكن الواقع تغيّر، فالنظرية العملياتية المتطورة التي دفعها “افيف كوخافي” إلى الأمام، المتعددة الأبعاد؛ أفسدتها الانقسامات القبلية، التهديد الوجودي الفوري مستكن في داخلنا، وبعده أعداءنا من الخارج، ربما لن يكون – في غضون عقد من الوقت في الجيش الإسرائيلي من نريده أن يكون- هناك خيرة أبنائنا وبناتنا”.

“يمكن أن يصبح المستوى المتوسط أو ما دونه هو القاعدة، مما سيفاقم حالة عدم الثقة، المسؤولية الأخلاقية للقيادة وتعريض حياة المقاتلين للخطر قد تتآكل حتى النخاع”.

“فقدان الشعور بالأمن لدى المجتمع الإسرائيلي عشية يوم الغفران لا يرتبط بالتهديد النووي الإيراني إنما بفقدان الشعور بالأمن الشخصي، إلى جو العنف والاستقطاب والتوحش في الحوار العام”.

“لذلك الصعلوك الذي يضايق فتاة من الممكن أن تكون ابنة أي واحد منا في بئر السبع، لذلك المشاغب في شوارع الجليل والنقب ومشعل النار في الفندق في عكا، يجب تغيير الأولويات، لن يأتي ذلك عبر القرارات الشعبوية، إلا من خلال نظرة ورؤية استراتيجية وتنفيذها على امتداد سنوات.”

“ينبغي علينا أن نشكل واقعاً جديداً يجب أن نُظهر فيه الصلابة والتصميم أمام التهديدات، ووضع خطوط حمراء واضحة، وتعزيز الردع بالأفعال، ووضع حد للمنحدر الزلق الذي نواجهه، إن كان ذلك أمام الأعداء الخارجيين مثل حماس وحزب الله، أو أمام المجرمين الذين يرون مقاتلاً مسلحاً وقد ضلّ طريقه هدفاً سهلاً بدلاً أن يقوموا بتقديم المساعدة له، وإزالة الخوف من طريقه”.

“يجب تغيير الواقع الذي كاد فيه قناص أن يفقد سلاحه لأن المشاغبين يقومون بأعمال عنيفة تحت فوهة بندقيته، وحينها فقد حياته، يجب اتخاذ إجراءات صارمة ضد المخالفين على الطرق، وفي المعتقلات، والحدود، والمدن، وفي المواقع السياحية”.

“يجب تعزيز قوة الشرطة وإجراءات التقاضي في المحاكم، وسن الحد الأدنى من العقوبات على البلطجة والزعران وانفاذها”.

“الشروع في حملة يكون فيها حُكم القانون والقدرة على السيطرة والحكم؛ ركيزة النار قبل أي شئ، يجب أن ترافق العمليات الدعائية الفعالة كل العمليات في البيئة المعقدة”.

“هذا ممكن، لكنه يحتاج العزيمة والصبر، استطعنا التغلب على أعداءنا منذ قيام الدولة، تغلبنا على إرهاب الانتحاريين وعائلات الإجرام بعد أن نجحت الشرطة الإسرائيلية في تفكيك هذه الجهات بمساعدة الجهاز القضائي”.

“يجب أن نُنشئ إدارة قادرة على الحكم، تتسم بالانضباط، وتطبيق القانون، والتربية على حب الأرض، وتشجيع تنوع الآراء، وممارسة النقد مع الحفاظ على ثقافة الحوار المحترم”.

“إسرائيل الجميلة هنا، الناس هنا مدهشون، مبدعون، ويحملون  القيم الإيجابية، لذلك حان الوقت لكي نسمع صوتنا عالياً وواضحاً، بغض النظر عن آراءنا السياسية و اللون والمعتقد الديني”.

“يجب أن نمتنع عن إضفاء الشرعية على الاستقطاب، يجب أن ندفعهم جانباً إلى هوامش الهوامش”.

“في أفغانستان انتصرت قوة الإرادة والمثابرة عند طالبان، على إمكانيات وأسلحة الولايات المتحدة، أما نحن فليس لنا مطاراً نغادره إلى أي مكان”.

“لقد قررنا أن نكون هنا كي نبقى، وليس لدينا مكاناً نهرب إليه، تذبح البقرات المقدسة في المجتمع الإسرائيلي، ولكن في النهاية من سيصل إلى القصاب للذبح سنكون نحن جميعاً”.

الكاتب العبري قاد الفرقة 340 وكان قائداً للواء “كفير” العامل في الضفة الغربية.

ترجمة معاوية علي موسى