شبكات الجيل السادس “6G”.. ثورة قادمة تجعل الخيال العلمي حقيقة

تكنولوجيا – بال بلس
 مع التوسع السريع لشبكات “5G” الجيل الخامس في العديد من البلدان، حيث من المتوقع أن تصبح الشبكة المهيمنة في العالم أوائل العام المقبل 2023، يقوم العلماء حاليًا بتحليل والبحث عن الجيل التالي من الشبكات، وهو شبكة الجيل السادس “6G”، والتي من المتوقع أن تبدأ عملياتها التجارية في أوائل عام 2030.

ولعل ما يسرع البحث على شبكات الجيل السادس هو أسبقية الصين على الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص والدول الغربية بشكل عام في تبني شبكات الجيل الخامس والتحكم في انتشارها.

ولقد نجحت الصين في السنوات الأخيرة في تحقيق انتشار عالمي واسع النطاق لشبكات الجيل الخامس، نظرًا لأسعارها وقدراتها التنافسية، والتقدم في الاتصال مقارنة بالأجيال السابقة من الشبكات، ولكن قد تجد الولايات المتحدة فرصة للعودة إلى المنافسة في مجال الاتصالات عبر الإنترنت، من خلال تطوير شبكات الجيل السادس “6G”.

الجيل السادس سرعة غير مسبوقة في التاريخ

ومقارنة بشبكة 5G، ستزيد شبكة 6G سرعات نقل البيانات بأكثر من 100 مرة لتصل إلى 1 تيرابايت في الثانية أو أكثر، وسيكون وقت الاستجابة لشبكات 6G أقل من 100 ميكروثانية (0.1 ملم في الثانية)، وهو عُشر وقت الاستجابة بالنسبة لشبكات الجيل الخامس، تتفوق شبكات الجيل السادس بكثير في الأداء على شبكات الجيل الخامس من حيث الحد الأقصى للمعدل والتأخير، وكثافة الحركة، وكثافة الاتصال والتنقل، وقدرات تحديد المواقع، فضلاً عن شبكة أوسع بكثير بالتغطية، حسب منصة “RCRw wireless” في تقريرها الأخير.

اقرأ أيضاً: آبل تمنح مكافآت نادرة بقيمة 180 ألف دولار لبعض موظفيها لتجنب الانشقاقات في ميتا!

وستسمح كل هذه الميزات للأجهزة الذكية المتصلة بهذه الشبكة بنقل كميات كبيرة من البيانات إلى المكان المطلوب في الوقت المطلوب وبسرعة قياسية.

وفي هذا السياق، سيتعين على شبكات الجيل السادس تعديل ومواءمة الخدمات التي تقدمها لتلبية المتطلبات الضرورية، ونقل البيانات القيمة، والتفاعل مع المستخدمين.

ولتلبية هذه المتطلبات، توصل الباحثون في المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا (NIST) التابع لوزارة التجارة الأمريكية مؤخرًا إلى نظرية أطلقوا عليها اسم (mailbox theory) “نظرية صندوق البريد”، والتي قالوا فيها إن شبكات الجيل السادس القادمة ستتمتع بالخصائص التالية:

توزيع الشبكة الذكية

وستحتوي شبكة “6”G على تطبيقات ذكية مدمجة ومرسلة عبر الشبكة، بحيث تكون ذكية ومدارة ومسيطر عليها، وستكون الشبكة قادرة على نقل البيانات وتخزينها وتحليلها على نطاق واسع مع توفير الوصول الشخصي إليها في أي وقت وفي أي مكان.

شبكة استباقية تفاعلية

وستكون شبكة شخصية تفاعلية تركز على الطلب، وسيحدد المستخدمون وظائف الشبكة لجدولة الموارد عند الطلب أو الحاجة، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم ضبط الشبكة في الوقت الفعلي وفقًا للتغييرات في طلب المستخدم، ويتطلب مثل هذا التصميم ذكاءً اصطناعيًا لضبط الشبكة مع حماية البيانات الشخصية.

نقل المعلومات اللازمة

ومقارنة بشبكات الاتصالات التقليدية، ستقلل تقنية الجيل السادس بشكل كبير عمليات الإرسال الزائدة عن الحاجة وتضمن بشكل أفضل الاستخراج الدلالي والإرسال بدلاً من إرسال كميات كبيرة من المعلومات غير ذات الصلة التي يمكن أن تربك المستخدمين وتشتيت انتباههم.

وبالمثل، فإن شبكات الجيل السادس ستؤدي إلى عالم متصل بشكل كامل متكامل مع تكامل الاتصالات اللاسلكية والأقمار الصناعية، والذي سيكون قادرًا على تحقيق تغطية عالمية من خلال تكامل الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، مما يعني وجود عالم متصل بشكل دائم بعيدًا من الانفصال الذي كان ذلك يحدث على مدى أجيال الشبكات السابقة.

الخيال العلمي يتحقق

ووفقًا لمنصة techwireasia، ستساعد تقنية شبكات الجيل السادس الثورة الصناعية الرابعة على بلوغ ذروتها في العقد المقبل، نظرًا للسرعة العالية في نقل البيانات والمعلومات واتساع نطاق التردد الذي تتمتع به التطبيقات مثل إنترنت الأشياء الذي يتطلب اتصال عدد كبير من أجهزة الشبكة بوقت متزامن، وستصبح سيارات الأجرة الطائرة، والأدمغة البشرية المتصلة مباشرةً بالإنترنت، فضلاً عن تقنية الهولوغرام (الصور المجسمة في الوقت الفعلي) شائعة جدًا في حياتنا، مع شبكة الجيل السادس، سيصبح ما كان خيالًا علميًا واقعًا متجسدًا وطبيعيًا في حياتنا وحتى ضروريًا لحضارتنا وأساليب حياتنا، تمامًا مثل الإنترنت والشبكات الكهربائية الآن.