جورج قرداحي.. ما زلت أنتظر نتائج إيجابية لاستقالتي وأنا أفكر الآن في الترشح للبرلمان

بيروت – بال بلس
 قال وزير الإعلام اللبناني المستقيل جورج قرداحي: “ما زلنا ننتظر نتائج إيجابية لاستقالتي”، كاشفاً أنه سيدرس إمكانية خوض الانتخابات النيابية المقبلة في 27 آذار 2022.

وفي 3 كانون الأول (ديسمبر)، استقال قرداحي، بعد شهر تقريبًا من اندلاع أزمة دبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، نتيجة لتصريح أدلى به قبل توليه الوزارة بشأن حرب اليمن.

ورفض جورج قرداحي تحميله مسؤولية التسبب في “مشاكل” لبلده، قائلاً :”إن لبنان غارق في أزمة ومشاكل، والجميع يعلم أن أسبابها متعددة وجذورها تعود إلى عقود وليست نتاج الساعة”.

واستبعد أن تكون تصريحاته قبل توليه الوزارة السبب وراء قرارات السعودية والخليج بقطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.

واعتبر أن مواقفهم (من حرب اليمن) في تلك المقابلة (التلفزيونية) مبالغ فيها، وكان هناك قرار بقطع العلاقة مع لبنان.

وقال جورج قرداحي :”إن الدليل على ذلك أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ذكر أكثر من مرة أن الأمر خارج عن تصريحات وزير الإعلام اللبناني، وقال إن المشكلة هي هيمنة حزب الله على لبنان والحكومة اللبنانية”.

وتابع جورج قرداحي: “تصريحاتي لم تؤد إلى شيء غير أنني دعوت بكل حب كل الأطراف لوقف نزيف الدم العربي، وكان ذلك شعوري الحقيقي بالعمق، لكنهم فسروه بتفسيرات أخرى”.

وفي 5 أغسطس / آب، أي قبل نحو شهر من تعيينه وزيراً، سجل جورج قرداحي مقابلة بثتها إحدى المنصات الإلكترونية لقناة “الجزيرة” الفضائية القطرية في 25 أكتوبر / تشرين الأول، وصف فيها الحرب في اليمن بأنها “غير مجدية”، وقال إن الحوثيين “يدافعون عن أنفسهم” ضد “العدوان الخارجي” من السعودية والإمارات.

وبعد أربعة أيام من بث المقابلة، سحبت السعودية سفيرها من بيروت وطلبت من السفير اللبناني في الرياض المغادرة، ثم تلتها الإمارات والبحرين والكويت واليمن.

وأكد الرئيس اللبناني “ميشال عون” أن تصريحات جورج قرداحي لا تعكس موقف الدولة اللبنانية، فيما طلب رئيس الوزراء “نجيب ميقاتي” من جورج قرداحي اتخاذ “القرار المناسب” الذي فهمه على أنه دعوة للاستقالة.

وتسببت هذه الأزمة في حدوث انقسام في لبنان، حيث دافع البعض عن تصريحات جورج قرداحي، خاصة عناصر حزب الله، فيما طالبه آخرون بالاستقالة، من بينهم ممثلون عن تيار المستقبل والقوات اللبنانية.

وعشية زيارة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” للسعودية، أعلن جورج قرداحي، خلال مؤتمر صحفي، أنه قدم استقالته بعد أن علم من ميقاتي أن الفرنسيين أرادوا هذه الخطوة للمساعدة في فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان.

جورج قرداحي في انتظار نتائج إيجابية

وقال جورج قرداحي اليوم بعد عشرين يومًا من استقالته: “صحيح أن الاستقالة وراءنا، لكننا ما زلنا ننتظر نتائج إيجابية لهذه الاستقالة، لا أن تذهب سدى”.

وأضاف: “كنت آمل في السابق أن تفتح الاستقالة الباب أمام مبادرة من المملكة العربية السعودية والخليج لإعادة العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع لبنان وإعادة الأمور إلى حالتها السابقة، وما زلنا ننتظر ذلك”.

وعلى الرغم من أن زيارة “ماكرون” للسعودية أسفرت عن مكالمة هاتفية بين “ميقاتي” وولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، فإن العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين لم تعود إلى طبيعتها بعد.

اقرأ أيضاً: حكومة العراق تدعم السلطة الفلسطينية في أزمتها المالية بأكثر من 5 مليون دولار

وتفاقم هذه الأزمة من معاناة لبنان، الذي يعيش أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه منذ عامين، مع انهيار العملة المحلية، ونقص الأدوية والوقود والمنتجات الأساسية الأخرى، وانخفاض حاد في القوة الشرائية من مواطنيها.

ورداً على سؤال قال جورج قرداحي: “لو أدركت أن كل هذا سيحدث، ولأن المقابلة ستعكس هذه التفاعلات والصدى التي أدت إلى الأزمة، لما دخلت الحكومة بصراحة كوزير”.

وبسؤاله إذا كان نادماً أجاب: “أنا لا أندم على شيء، هكذا علمتني الحياة وكل تجربة أستفيد منها وأحصل على الجانب الإيجابي منها”.

وأضاف: “التجربة الأخيرة كانت صعبة بالنسبة لي وكشفت حقيقة بعض الأشخاص (المجهولين) الذين كانوا يظهرون لي الحب، لكن اتضح أن لديهم حسابات أخرى، شخصية أو مادية”.

وختم جورج قرداحي: “الأزمة التي مررت بها أجبرتني لممارسة السياسة ضد إرادتي”، موضحًا أنه سيدرس إمكانية ترشحه للانتخابات النيابية المقبلة.