في ذكرى اغتياله.. إعلام الاحتلال يكشف تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال “محمود المبحوح” عام 2010

دبي – بال بلس
كشفت مجلة إسرائيلية تدعى “يسرائيل ديفينس” أمس الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال “محمود المبحوح” القيادي في حركة حماس في دبي عام 2010م، وبحسب المجلة فإن “محمود المبحوح” وصل الإمارات العربية المتحدة في يناير عام 2010، وقد اعتاد الذهاب هناك في أحيان متفرقة، وتذكر المصادر أنه كان يعقد اجتماعاته مع الحرس الثوري الإيراني بسرية تامة، رغم علمه أنه مستهدف بعد أن نجا حوالي 3 مرات سابقة من محاولات اغتياله من قِبل الموساد الإسرائيلي.

وأضافت “يسرائيل ديفينس” أن “محمود المبحوح” كان ناشطاً مخضرماً يتمتع بخبرة استخباراتية كبيرة، ومسؤول تنسيق شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة لغزة، وأنه يأتي “دبي” بدون حراس شخصيين، وكانت عملية الموساد مخططة لاغتياله حسب معلومات استخباراتية دقيقة، وتتوقع المصادر اختراق بريده الإلكتروني، لمعرفة تحركاته وإقامة فرقة اغتيال في مسرح العملية بعلم مسبق بالمكان أو الفندق الذي ينزل فيه، والذي تمت دراسة محيطه جيداً، ومنافذ الوصول والانسحاب منه والطوابق والأجنحة ونظام الحماية والكاميرات الخاصة به.

فرقة الاغتيال كانت تتابع تحركات محمود المبحوح بمعلومات مسبقة

وتزعم تقارير اسرائيلية أن فرقة الاغتيال قد جاءت إلى مدينة “دبي” أكثر من مرّة،  للفحص والتخطيط للأماكن المتوقعة لوصول “محمود المبحوح”، حيث وصل “المبحوح” من دمشق إلى دبي بجواز سفر فلسطيني باسم “محمود عبد الرؤوف محمد” لكن إحدى فرقة عمليات الاغتيال  كانت بانتظاره وتتابعه، حيث توجه لفندق “البستان روتانا” في دبي، وحجز غرفة فيه، وانتشرت فرق الاغتيال حول الهدف بحسب الخطة.

فريق الاغتيال الأول مهمته هي التحقق من مكان إقامته بالضبط، وتحديد الغرفة، حيث ارتدى أفرادها “الاثنين” ملابس رياضة التنس والمضارب وتبعاه عبر المصعد إلى غرفته رقم (230)، وعند الساعة 4 ونصف فجراً غادر “محمود المبحوح” غرفته لحضور اجتماع ما، وفريق المراقبة لعملية الاغتيال يتتبعه بالخفاء.

بعد مغادرة “المبحوح” للفندق، وصل شخص يحمل جواز سفر فرنسي وحجز الغرفة رقم (237) مقابل غرفة المبحوح، ولم يصعد عضو الموساد لغرفته، بل سلّم المفتاح لعضو آخر موجود في ردهة الفندق كان قد وصل برفقة امرأة أخرى تحمل جواز سفر “إيرلندي” وصعدا للغرفة معاً بعد 15 دقيقة من مغادرة “محمود المبحوح” للفندق، حيث كانت تلك الغرفة القيادة الأمامية لعملية الاغتيال، وبعد ساعتين أي حوالي الساعة 6 ونصف صباحاً؛ وصل 4 أعضاء آخرين من فرقة الاغتيال للفندق، وتوجهوا مباشرة لغرفة قيادة العملية المقابلة لغرفة “المبحوح”.

تم اغتيال “محمود المبحوح” بالسم

وعند الساعة 8 مساءً من نفس اليوم انتقل فريق عملية الاغتيال من غرفتهم ذات الرقم (237)؛ إلى غرفة “المبحوح” (230) المقابلة، وبأعصاب متوترة انتظروا عودة المبحوح لغرفته بفارغ الصبر، وعند عودة “المبحوح” للفندق وقبل ذهابه لغرفته؛ تم إبلاغ فريق الاغتيال المختبئ في غرفة بالظلام؛ بانتظار أن يدخل “المبحوح” ويضيء نور الغرفة، وفور دخوله هاجمه أعضاء الفريق وقيدوه، وحقنوه بالسم الذي انتشر بسرعة في جسده، مما أدى لوفاته دون أي آثار تدل عليه، لتظهر وفاته بصورة طبيعية، ثم قام القتلة بتجريده من الملابس الرسمية التي عاد بها، وألبسوه ملابس النوم “البيجامة”، وقاموا بوضعه في سريره وكأنه نائم، وتم عملية الاغتيال خلال 20 دقيقة، قبل أن يغادر الفريق غرفة “المبحوح”.

وبعد ساعة غادر فريق الاغتيال مدينة “دبي” إلى المطار واختفى، وبعد 17 ساعة دخل عمال التنظيف في الفندق بغرفة “المبحوح”، أي ظهر اليوم التالي، فتم اكتشاف الجثة في السريره، وتم استدعاء الشرطة الإماراتية لمكان الحادث، حيث ظهر لهم الموت طبيعياً، وأظهر تقرير الطب الشرعي أن سبب وفاة “محمود المبحوح” هو ارتفاع في ضغط الدم في الدماغ، لكن التحقيقات استمرت وشملت معدات متطورة مكنت الشرطة من استعادة صور الكاميرات ومقاطع الفيديو، والتعرف على الوجوه، وبمراجعة المعلومات مع شرطة الحدود الإماراتية.

اقرأ أيضاً: الاحتلال يهدم منزلين لعائلة “صالحية” في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

وبعد أسبوعين تقريباً نشرت شرطة دبي صوراً  لـ (11) مشتبهاً به في تنفيذ عملية الاغتيال، حيث تم توثيق دخولهم عدة مرات إلى المدينة والفندق ولغرفتهم وغرفة المبحوح، وكانت جوازات سفرهم أوروبية من دول  ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيرلندا، وأضافت المصادر أن بعضهم يحمل اسم إسرائيلي ولديهم جوازات سفر إسرائيلية.

وبعد بضعة أيام من الإعلان؛ أعلنت شرطة دبي مرة أخرى اكتشاف (33) مشتبهاً متورطاً في عملية الاغتيال، وذكرت المجلة الإسرائيلية أن الاحتلال لم يعترف علناً أبداً بمسؤوليته عن عملية الاغتيال؛ وذلك خشيةً من التسبب بأزمة دبلوماسية مع الدول أصحاب جوازات السفر المستخدمة المعلن عنها.

المصدر/ عربي 21

أعضاء فريق الاغتيال وجنسياتهم