الهروب من سجن جلبوع ريح في أشرعة روح المقاومة الفلسطينية

رام الله – بال بلس
تحليل استراتيجي صادر عن مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي حول تحرير الأسرى الفلسطينيين لأنفسهم من سجن جلبوع.

الباحث في مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب  الدكتور “كوبي ميخائيل”

ما لم تنجح أحداث كثيرة في إحداثه خلال  السنوات الأخيرة ، فقد نجحت به عملية فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع، التي ستضاف إلى هيكل الوطنية الفلسطينية، باعتبارها قصة نجاح أخرى في الكفاح العنيد ضد المحتل.

اكتسب الحدث زخماً استراتيجياً حرجاً، وأصبح مشعلاً يشعل النار في حقل الأشواك ، يبث الحياة من جديد في أشرعة المقاومة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: الإعلام العبري: البحث عن أسرى جلبوع من أكبر العمليات الضخمة، ومطالبات بإقالة مفوضة مصلحة السجون

بالتأكيد في أوساط الجهاد الإسلامي الفلسطيني – منظمة المقاومة الأكثر تشدداً بين المنظمات الفلسطينية – وكذلك بين الأسرى المعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية .

لقد تجاوز هؤلاء حاجز الخوف – هذا إن وجد أصلاً – من سلطات المعتقل ويهددون بانتفاضة أسرى تجر خلفها أسرى أمنيين من منظمات أخرى، يحرقون الغرف ويقومون بأعمال شغب عنيفة داخل جدران المعتقل .

الإحساس الواضح هو أن حادث فرار الأسرى من سجن جلبوع هو بمثابة زيت في عظام المقاومة الفلسطينية المفككة، وقد يكون لديه القدرة على إثارة الشارع الفلسطيني والتغلب والقفز على الفجوات والصراعات وتوحيد الجماهير في عملية دعم ومساندة الأسرى الفارين.

وبشكل أكبر مساندة أولئك الأسرى الذين لا زالوا في المعتقلات ، كان ولا يزال “الأسرى الفلسطينيين” هم مركز إجماع وطني فلسطيني، وهم يحظون بقدر كبير من الاحترام والتقدير من الشارع الفلسطيني ومن قياداته .

وليس من قبيل الصدفة أن يصر “أبو مازن” ومعه القيادة الفلسطينية كلها على الاستمرار في دفع المخصصات الشهرية للأسرى وعائلاتهم .

نجح الأسرى الفلسطينيين الفارين من سجن جلبوع في ترسيخ روح المقاومة الفلسطينية 

الآن تنضج الظروف والشروط لتصعيد مبادر إليه في الواقع الأمني في قطاع غزة وخارجه، ستجد قيادة حماس في قطاع غزة  صعوبة في السيطرة على مستوى اللهب وكبح جماح الجهاد الإسلامي عن القيام باستفزازات مقصودة .

الاحتكاك والعنف على طول الحدود وخارجها رداً على تصرفات إسرائيل في ملاحقتها للأسرى قد تتخذ حركة الجهاد الإسلامي من أي اعتقال لأقرباء الأسرى الفارين أو قيود تضعها إسرائيل على الحركة داخل الضفة الغربية أو على  السكان الفلسطينيين؛ مبرراً للرد وفقاً لمعاييرها وهي التي تريد في كل الأحوال تصعيد الأوضاع على الأرض .    

اذا تم اعتقال الأسرى الفارين أو أصيبوا أثناء محاولة اعتقالهم، فمن المحتمل أن نشهد موجات عنف منظمة وعفوية في قطاع غزة وفي الضفة الغربية التي ستجد فيها الأجهزة الأمنية الفلسطينية صعوبة في احتواءها أو التصدي لها .

ليس من المستبعد أن تشكل حادثة الهروب من سجن جلبوع الصاعق لانفجار عنيف وجولة قتال أخرى في قطاع غزة، فتحدد موعده وربما تقربه أيضاً.

اقرأ أيضاً: الفصائل الفلسطينية تتوعد الاحتلال عبر رسالة للقاهرة بشأن الأسرى

صحيح أن الأسرى الفلسطينيين الفارين  نجحوا في ترسيخ روح المقاومة الفلسطينية، وبعثها كطائر الفينيق من جديد، لكن هذه الشعلة أيضاً ستشعل النار في حقل أشواك ضخم .

قد تهدد السنة اللهب الصادرة عنه  أيضاً بتدمير الأمل الذي بعث في الروح الفلسطينية وإعادة الفلسطينيين جيلاً كاملاً إلى الوراء .

ترجمة معاوية علي موسى