أعضاء الكونجرس الأمريكي إلهان عمر ورشيدة طليب ستمنعان تجديد صواريخ القبة الحديدة على حدود غزة

واشنطن – بال بلس
الفرقة (Squad) كما تسميها “إسرائيل” – من قلب الكونجرس الأمريكي ، حليف “إسرائيل” الاستراتيجي، استطاعت الفرقة أن توجه أكبر ضربة إلى “إسرائيل” في تاريخ علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن “إسرائيل” فكرت في سحب سفيرها من واشنطن احتجاجاً، بعد تصويت أعضاء الكونجرس الأمريكي على عدم تجديد الدعم العسكري إلى “إسرائيل”.

الفرقة هي أعضاء من النواب الأمريكيات (أيانا بريسلي و إلهان عمر و رشيدة طليب و ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز).

كتبت الصحافة الأمريكية والإسرائيلية أنه لأول مرة تم إسقاط بند تمويل “إسرائيل” للدفاع العسكري من الميزانية الأمريكية في الكونجرس الأمريكي بتصويت أعضاء أمريكيين الجنسية وذوي تعاطف مع القضية الفلسطينية ومناهضين للاحتلال الإسرائيلي.

الفرقة التي منعت المسؤولين الإسرائيليين النوم ليلة أمس من هول الصدمة، الصحف الإسرائيلية تتساءل اليوم: ماذا نفعل معهن؟ كيف نتصرف؟ “إسرائيل” تعلن عليهم حرباً إعلامية شعواء؛ فقال الصحفي العبري “فزاكي راعام”:

“تمت إعاقة المساعدة العسكرية الأمريكية “لإسرائيل” بعد معارضة أعضاء الكونجرس الديمقراطيين، تأجلت الموافقة على مساعدة عسكرية أمريكية بقيمة مليار دولار “لإسرائيل” بعد معارضة مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين. هذا، مع إعلان بعض أعضاء الكونجرس من الحزب الديمقراطي الليلة الماضية، أنهم لن يصوتوا لصالح الميزانية إذا تضمنت بند الصواريخ المعترضة “القبة الحديدية”.

كاريكاتير نشرته الصحب العبرية تعبيراً عن منع الدعم العسكري الأمريكي عن القبة الحديدية

وقال الصحفي الإسرائيلي “امير بوخبوط”

الضربة التي تعرض لها التمويل الأمريكي للقبة الحديدية هذا لا يعني أنه لن تتم المصادقة في نهاية الأمر، لكنها خطوة استثنائية جداً من الديمقراطيين والجمهوريين الذي اعترضوا على المسار الذي تم الاتفاق فيه مع البنتاغون.

 وأضاف لا يزال التفاؤل هو الشعور السائد في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، لن يكون هذا هو القول الأخير، ولكن التوجهات السياسية في الولايات المتحدة هي التي تدعو للقلق الشديد، على “إسرائيل” أن تستيقظ من غفوتها وتتحرك .

وقال “باراك رافيد” من موقع “والا” العبري معلقاً:

في حدث نادر تأجيل الموافقة على تقديم مساعدات طارئة بقيمة مليار دولار إلى “إسرائيل” لصالح بطاريات القبة الحديدية والصواريخ الاعتراضية، بسبب معارضة مجموعة من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين، قبل ساعات قليلة من التصويت في مجلس النواب الأمريكي.

حيث أعلن بعض أعضاء الكونجرس أنهم لن يصوتوا لصالح الميزانية إذا تضمنت بند “القبة الحديدية”، وبعد الاعتراض تم حذف البند، وسيتم إدراجه في قانون ميزانية الدفاع الذي سيطرح للتصويت في غضون أشهر قليلة.

اجتماع الكونجرس الأمريكي اليوم الخميس “حاسم”

وقالت المصادر الأمريكية أنه سيكون اجتماع الكونجرس اليوم الخميس الساعة 11 صباحاً من أهم الاجتماعات؛ ليس من أجل التصويت على تمويل القبة الحديدة للاحتلال الإسرائيلي؛ ولكنه مهم أيضاً من أجل القضية الفلسطينية.

نشرت بعض وسائل الإعلام عن الحدث بقولها سيقدم النائب أندي ليفين (ديمقراطي من ميتشيغان) مع عدد كبير من النواب، مشروع قرار في الكونجرس الأمريكي يكون حل الدولتين سياسة رسمية للولايات المتحدة، والتشريع الجديد الذي سيقترحه غدًا يحدد مسارًا لجعل هذا الترتيب حقيقة واقعة.

وأضافت المصادر إذا وافق الكونجرس الأمريكي والرئيس “جو بايدن” على “قانون حل الدولتين”، فإن السياسة الأمريكية المقبلة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ستعلن رسمياً.

وأكدت المصادر أن نتيجة “حل الدولتين” فقط هي التي يمكن أن تضمن بقاء دولة “إسرائيل” دولة ديمقراطية ووطناً قومياً للشعب اليهودي، مع تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة خاصة به.

وبناء على ذلك ترجح المصادر الأمريكية أن الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية وغزة هي أراضٍ محتلة؛ ويجب الإشارة إليها على هذا النحو باستمرار في السياسات والاتصالات والوثائق الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول مراقبون أمريكيون أن إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتعارض مع القانون الدولي، “إن التوسع الاستيطاني وهدم منازل الفلسطينيين وإلغاء تصاريح الإقامة والإخلاء القسري للمدنيين الفلسطينيين من قبل “إسرائيل” يعيق إقامة دولة فلسطينية وينتهك حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني”.

وتساءلت الصحف الأمريكية كيف يمكن تحقيق حل الدولتين؛ والذي وصفه “بايدن” بالأمس أنه أفضل طريقة لضمان  مستقبل “إسرائيل” كدولة يهودية ديمقراطية تعيش بسلام إلى جانب دولة فلسطينية ديمقراطية وذات سيادة وقابلة للحياة؟

وأجابت المصادر الأمريكية نقلاً عن محللون أن هناك عدة أفكار وبعض مقترحات رئيسية:

أولاً/ يجب تمييز المنتجات المصنوعة في الأراضي الفلسطينية على أنها صُنعت في “الضفة الغربية / غزة” أو “الضفة الغربية / قطاع غزة” أو “الضفة الغربية وقطاع غزة” – وليس “إسرائيل” أو “صنع في “إسرائيل” أو “محتلة الأراضي – “إسرائيل”.

ثانياً/ لا يجوز استخدام أي أموال أو مواد دفاعية أو خدمات دفاعية ترسلها الولايات المتحدة إلى “إسرائيل” لضم المزيد من الأراضي الفلسطينية أو انتهاك حقوق الإنسان “المعترف بها دوليًا”.

ثالثاً/ يجوز لوزيرة الخارجية ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أن يأذن بتقديم منح لمنظمات خاصة وغير ربحية ومنظمات أخرى لدعم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون في الأراضي الفلسطينية.

رابعاً/ يجب على الولايات المتحدة الأمريكية إعادة فتح قنصليتها في “القدس” للتعامل مع الفلسطينيين والسماح بإعادة فتح بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

خامساً/ ينبغي على الولايات المتحدة تشجيع الفلسطينيين على إصلاح برنامج رواتب السجناء والمتوفين الفلسطينيين.

وتقول الصحافة الأمريكية أنه أصبحت الحاجة إلى تحقيق حل الدولتين أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، مع دخولنا هذا العام الجديد في التقويم اليهودي، يجب علينا أيضاً دخول فصل جديد.

اقرأ أيضأً: جو بايدن يسمح للأجانب دخول أمريكا

الكونجرس الأمريكي سيغيّر السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية

وأضافت فصل يكون فيه مستقبل “إسرائيل” كدولة ديمقراطية ووطن للشعب اليهودي آمناً، ويمكن تحقيق تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة خاصة بهم .

وتضيف الصحف الأمريكية لم يعد بإمكاننا الادعاء بمصداقية دعم حل الدولتين دون اتخاذ خطوات لتحقيقه، يعيد مشروع القانون هذا ترسيخ دور أمريكا في مساعدة الأطراف على السير على طريق السلام والتعايش .

وأفادت بعض الصحف الأمريكية أنه من المؤكد أن هذا الإجراء: (قانون حجب الدعم العسكري من قِبل الكونجرس الأمريكي عن “إسرائيل” بقيمة مليار دولار)؛ سيثير عاصفة نارية في مبنى الكابيتول اليوم الخميس في الجلسة، فهذا هو التشريع الوحيد الأكثر شمولاً بشأن حل الدولتين.

وأضافت: وهو يفرق بوضوح بين دولة “إسرائيل”؛ والأراضي التي تحتلها “إسرائيل”، يجب أن يكون للمساعدات قيود على الاستخدام النهائي؛ إنها تقدم الجزرة للفلسطينيين مقابل العصا فقط.

وقالت مصادر أخرى أمريكية أيضاً حتى لو لم يتم تمرير مشروع القانون بالكامل؛ تظل هناك احتمالية أن أجزاءه يمكن طيها في تشريع مستقبلي، أو على الأقل بمثابة بداية محادثات جادة، فالمشرعون وآخرون سيكشفون رسمياً عن القانون اليوم في مجلس النواب ومناقشته.

حيث ذكرت المصادر الصحفية الأمريكية أنه خلال اجتماع للجنة القانونية الأمريكية في الكونجرس الأمريكي أول أمس قرر الديمقراطيون إلغاء مشروع قانون ميزانية الحكومة الفيدرالية لتمويل القبة الحديدية بمبلغ يقارب المليار دولار.

ويكفي لمنع القرار تصويت ثلاثة ديمقراطيين ضده. إلهان ورشيدة وديمقراطي آخر، حيث تم تأجيل التصويت على قرار الموازنة إلى أجل غير محدد. خوفاً من إحباطه، هذه من الحالات النادرة التي لا يصوت الكونجرس فيها على معونات دفاعية لإسرائيل.