لازاريني: التقشف بلغ حده الأقصى والنقص في تمويل “الأونروا” يشكل تهديدًا وجوديًا

واشنطن – بال بلس
أفادت مصادر صحفية عن تحذير مفوض وكالة “الأونروا” “فيليب لازاريني“، من تداعيات النقص طويل الأمد في تمويل ميزانية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في منطقة الشرق الأدنى؛ قد أصبح تهديداً وجودياً للوكالة الدولية.

وأضاف المفوض العام في رسالة مفتوحة قام ببثها مركز أخبار الأمم المتحدة أمس إلى اللاجئين الفلسطينيين، بأن النقص المزمن والجسيم في تمويل الأونروا؛ سيؤدي إلى انهيار الوكالة الأممية وعجزها عن تقديم الخدمات.

وأضاف “لازاريني” عن التداعيات بقوله: “لقد بلغ التقشف الحد الأقصى من الاستيعاب، وأصبح يؤثر على خدمات الوكالة وجودتها، مشيراً لوصول التقشف لحده الأقصى حالياً فسوف يؤدي لعدم زيادة تسجيل أعداد اللاجئين الجدد الفقراء، والذين يعتمدون على إغاثة الأونـروا، في الوقت الذي يتفشى الفقر والبطالة وعدم وجود بدائل لهم.

تداعيات سياسة تقشف الأونروا ستؤثر سلباً على خدماتها

وتابع بقوله عن تداعيات التقشف بحده الأقصى على التعليم مثلاً؛ فسوف تضطر الوكالة وضع 50 طفل في غرفة الصفي الواحد، و ترك بعض الأطفال الطلاب دون وسائل نقل أو مواد قرطاسية وحرمانهم منها.

وأضاف أن التقشف سيتداعى سلباً على الخدمات الطبية للاجئين؛ فلن يتمكن الطبيب من المكوث أكثر من 3 دقائق مع أي مريض يحتاج رعاية طبية، كما سيؤدي الحد الأقصى للتقشف لوضع العاملين على بند المياومة فقط من معلمين وعمال، رغم كونهم موظفون في الخطوط الأمامية للأونروا، إلا أن الأونروا لن تستطع منحهم وظائف مستقرة حالياً رغم حاجتها لهم.

كما ناشد مفوض الأونروا في الرسالة المفتوحة الموجهة للاجئين؛ بأنه يدرك بشكل مؤلم، أن وضع الأونـروا المالي الصعب حالياً؛ سيؤدي لإضافة طبقة أخرى من الضيق  والعودة إلى حياة اللاجئين.

اقرأ أيضاً: فشل إسرائيلي جديد في الأمم المتحدة لصالح القضية الفلسطينية

وأشار “لازاريني” إلى اجتماعاته المتعددة مع لاجئي فلسطين على مدار هذا العام 2021م، فقال إن الأونروا قد تعرضت منذ2018 لهجمات سياسية متزايدة، بهدف الإضرار بسمعتها، مستغرباً من الهجمات ضد الوكالة التي تستند لفكرة وصفها بالخاطئة، والتي تفيد بأن إغلاق وإفشال عمل الأونروا؛ سوف يؤدي إلى محو (5.8) مليون لاجئ فلسطيني.

وقال أيضاً في رسالته المفتوحة للاجئين: “أؤكد لكم أن حقوقكم مكرّسة في القانون الدولي، وفي قرارات الأمم المتحدة ولن تتأثر بولاية الأونروا حالياً مهما حدث، وخاصة حقكم في العودة والتعويض”.

وأضاف “لازاريني” عن الأزمة المالية التي شهدتها الأونروا هذا العام؛ بأنها ليست أزمة جديدة، بل ظل تمويل المانحين لها راكداً منذ عقد من الزمن، وبقي قاصراً عن ميزانية المبلغ اللازم والضروري لضمان الاستقرار في استمرار تقديم الخدمات بالجودة العالية المعهودة.

أزمة الأونروا المالية الحالية تشكل تهديد وجودي لها

وأوضح  أن استمرار نمو أعداد اللاجئين؛ في ظل جمود التمويل اللازم لتقديم خدمات كافية لهم؛ وعدم إغاثتهم وتقديم المشاريع التشغيلية لهم؛ أدى لرفع حالة الفقر بصورة حادة بينهم.

وشدد مفوض الأونروا على أنها تحتاج للمزيد من التمويل طويل الأجل من المانحين، وضرورة توسيع قاعدة المانحين، وزيادة الحشد للتمويل من خلال القنوات الرقمية الحديثة، بما يشمل التبرعات الإسلامية.

وأشار لضرورة النظر في آليات ونماذج الشراكة والتمويل “المبتكر”، لضمان الاستمرار في وصول جميع الخدمات إلى اللاجئين الفلسطينيين.