الأمم المتحدة قلقة من خسائر الأرواح المأساوية المستمرة في الأراضي الفلسطينية

رام الله – بال بلس
قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط  “تور وينسلاند:” إن الوضع لا يزال متوتراً رغم مرور أكثر من 3 شهور على التصعيد المميت بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، قال ذلك في جلسة إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط يوم 30 أغسطس 2021.

وأضاف “وينسلاند”هناك حاجة إلى تغيير عملي يمكن إثباته على الأرض واقعياً لا سيما بالنسبة للسكان  الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك قطاع غزة والقدس الشرقية.

وأشار: على الرغم من ضرورة زيادة تحسين الحركة والوصول من وإلى غزة  فلن يُحدث أي قدر بمفرده من الدعم الإنساني أو الاقتصادي للتحديات التي تواجه غزة؛ فالنهج التدريجي البطيء حالياً هو عملية توقيف وليس طريقا استراتيجياً للحل للشعب في غزة.

و قال وينسلاند في الجلسة عبر الفيديو كونفرنس أيضاً: الدعم جاء في أعقاب النداء الإنساني الذي أطلقته الأمم المتحدة في أيار/مايو ودعوتها إلى المجتمع الدولي خلال الاجتماع الفني للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدة الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني بشأن ضرورة العمل مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة على تنفيذ برنامج قوي للمساعدات الإنسانية والإنعاش لقطاع غزة.

وأوضح المنسق: إن غزة تتطلب حلولًا سياسية حقيقية تشهد رفعًا كاملاً للإغلاق الإسرائيلي وذلك بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1860 (2009)، وعودة حكومة فلسطينية شرعية إلى قطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وغزة جزء لا يتجزأ منها، كما يجب علي حماس والجماعات المسلحة الأخرى أن توقف إطلاق العبوات الحارقة والصواريخ وقذائف الهاون، وإنهاء تكدس المقاتلين.

وأشار المنسق الأممي “وينسلاند” إلى خطورة استمرار العنف المتبادل في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة مشيراً إلى إطلاق عناصر في غزة بالونات مشتعلة باتجاه إسرائيل وقال إن الصاروخ الذي أُطلق من غزة تم اعتراضه دون أضرار ولكن تسببت البالونات في عدة حرائق بغلاف غزة، وأضاف قائلاً: “رداً على ذلك قصف الجيش الإسرائيلي غزة بـ 37 صاروخاً على أهداف تابعة لحماس، مما أدى إلى وقوع أضرار دون وقوع إصابات.”

الأمم المتحدة تدعو إلى عدم استهداف الأطفال

وجدد المنسق الأممي الدعوة إلى أهمية عدم استهداف الأطفال أو تعريضهم للأذى أبداً، ودعا جميع الأطراف المتنازعة إلى ضبط النفس وتجنب الاستفزاز عند السياج مع التأكيد على إبقاء الاحتجاجات الحدودية سلمية.

وعن الضفة الغربية المحتلة قال المنسق الخاص لـ الأمم المتحدة وينسلاند: خلال الأشهر الأخيرة لقد أدت الاشتباكات والهجمات وعمليات البحث والاعتقالات وحوادث أخرى خطيرة إلى مقتل تسعة فلسطينيين من بينهم طفلان، وأيضاً إصابة أكثر من 280 شخصاً فلسطينياً بالذخيرة الحية وبالرصاص المطاطي أيضاً وقد أصيب عنصر أمني إسرائيلي خلال هذه الأحداث.

وأعرب المنسق الخاص لـ لأمم المتحدة عن قلقه الكبير إزاء استمرار الخسائر المأساوية في الأرواح والإصابات الخطيرة المستمرة في الأرض الفلسطينية المحتلة ودعا إلى ضرورة اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان التزام إسرائيل بحماية المدنيين الفلسطينيين من العنف من قبل المستوطنين الإسرائيليين والتحقيق مع المسؤولين عن تلك الهجمات ومحاسبتهم.

وجدد منسق الأمم المتحدة للشرق الأوسط  دعوته للقوات الإسرائيلية إلى اتخاذ أقصى الدرجات من ضبط النفس وعدم استخدام القوة المميتة إلا فقط عندما يكون الأمر حتمياً وفيه مبرر لحماية الأرواح، ودعا أيضاً إسرائيل إلى اتخاذ التدابير الضرورية لحماية الحق في حرية إنشاء الجمعيات والمؤسسات وضمان الحماية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الإجراءات التعسفية وتفعيل منظمات حقوق الإنسان.

اقرأ أيضاً: جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدد بهجوم جديد على غزة

كما حث المنسق الأممي السلطة الفلسطينية على وقف الاعتقالات فوراً بتهم تؤثر على ممارسة حرية التعبير لكل المدافعين عن حقوق الإنسان  والناشطين والصحفيين وكافة النشطاء السلميين.

وأشار أيضاً إلى استمرار عمليات الهدم الإسرائيلية للمنازل والمباني الفلسطينية والمصادرة والاستيلاء غير الشرعي وحث إسرائيل على وقف انتهاك الممتلكات الفلسطينية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية ويشمل ذلك الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وإلزام إسرائيل بالقانون الإنساني الدولي.

وأعرب منسق الأمم المتحدة عن قلقه إزاء الوضع المالي المتردي الذي يواجه السلطة الفلسطينية ومدى قدرتها على الصمود في وجه الأزمات المالية والصحية المستمرة والتي تفوق طاقتها وامكانياتها، قائلا: إن ذلك سيؤثر على جميع الفلسطينيين، وشدد على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة مسؤولياتها في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك إعادة الإعمار في قطاع غزة.

وأكد الحاجة إلى جهود سياسية جادة بهدف العودة إلى مفاوضات هادفة من شأنها معالجة جميع قضايا الوضع النهائي وتحقيق نهاية تفاوضية للاحتلال ورؤية دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن تماشياً مع قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة في حدود 1967 .