مستشرق إسرائيلي يتوقع ما سيدور بين بينيت و بايدن

رام الله – بال بلس
المستشرق الإسرائيلي والبروفيسور في جامعة بار ايلان -مناحيم كلاين- يحاول توقُّع الحوار الذي سيدور بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والرئيس الامركي جو بايدن : بايدن سيتناول استمرار السيطرة على شعب آخر فيما سيتحدث بينيت عن تقليص الصراع.

أفاد موقع “سيحا مكوميت” العبري، والذي ‏يعتبر موقع يساري يعمل فيه عرب فلسطينيين من الداخل ومن اليهود اليساريين‏، ويعبّر عن وجهة نظرٍ غير حكومية و معارضة أحياناً، حيث أفاد أنه اليوم الخميس سيعقد أول لقاء عمل مع الرئيس جو بايدن و بينيت وفق بعض التقارير.

الموضوع الرئيسي الذي سنتناوله هو إيران، ما هي المواضيع الأخرى التي ستجري مناقشتها؟ إليكم نص محادثة افتراضية بين الرجلين في لقاءهما وجهاً لوجه من دون بروتوكول.

الرئيس الأمريكي: بعد أن أنهينا تناول الموضوع الإيراني، أطلب منك نفتالي إذا سمحت لي بذلك طالما أننا وَحدنا في الغرفة، أن أطرح موضوعاً آخر للنقاش، لقد قررتُ الانسحاب من أفغانستان، بعد أن وصلت إلى استنتاجِ أننا لن نستطيع الانتصار في هذه الحرب على شعب آخر يعيش على أرضه، وأننا لا نستطيع بناء أمة أفغانية ونُشكلها كما نريد، هذه مهمتهم، يبدو لي أن لديكم ما تتعلموه من تجربتنا في أفغانستان، وقبل ذلك في العراق وفيتنام.

رئيس الوزراء بينيت : جو صديقي إذا سمحت لي ، هل تُشير إلى ما نفعله في يهودا والسامرة وقطاع غزة؟ أعتقد أنك تقصد ذلك، إن المكان الذي نجلس به هنا يبعد أكثر من 11 ألف كم عن كابول، بينما المسافة بين مكتبي ويهودا والسامرة هي بضعَة كيلومترات، وأنا لا يمكن أن أسمح بأن يسيطر الطالبان المحلي على أسوار منزلي.

الرئيس الأمريكي: كانت لكم وكما أعرف أن لكَ كضابط في الجيش تجربة مشابهة لنا في لبنان، هي تلامس حدودَ بلداتكم، لقد أخبرتمونا وأخبرتم أنفسكم لسنواتٍ طويلةٍ أن احتلالكم لجنوب لبنان هو بهدف الدفاع عن بلداتكم، لقد قُمتم بالانسحاب من طرف واحد بعد 16 عاما من انكفاء المارينز من لبنان، ألم يكن ذلك متاخراً بعض الشئ أليس كذلك؟ لكن منذ ذلك الوقت الذي تركتم فيه لبنان تحسنَ وضعكم الأمني على نحو أفضل بكثير.

 رئيس الوزراء بينيت : انسحبنا من قطاع غزة من طرفٍ واحد، وحصلنا مقابلَ ذلك على صواريخ تتساقط على وسط البلاد.

الرئيس الأمريكي: أنتم تقولون أن صواريخ حزب الله تغطي معظم أراضيكم، ومع ذلك لا تفعلون في لبنان ما تفعلوه في غزة، فكِّر بذلك.

اقرأ أيضاً: تسهيلات جديدة لغزة يعلنها الاحتلال تشمل بضائع إضافية وخروج 1000 تاجر

رئيس الوزراء بينيت: هناك فرقاً آخر، لبنان ليست جزءاً من الوطن التاريخي، يهودا والسامرة – نعم- .

الرئيس الأمريكي: لا نقاش على ذلك، ولكن هنا يوجد الدرس الثاني من أفغانستان، في وطنكم يتواجد شعب آخر، لا يمكنكم ولن تستطيعوا هندسة وَعيه، لحُسن حظكم أن رئيس السلطة الفلسطينية هو محمود عباس شريككم منذ العام 2005 ، لكنَّه في أواخر عهده.

هل فكرتم كيف ستبدو الأوضاع من بعده ؟ منَ الإيجازات التي تلقيتها، يتبين أن مشروع بناء الدولة الفلسطينية فشل ، والسلطة الفلسطينية فاشلة ولا تحظى بالقَبول بين شعبها.

رئيس الوزراء بينيت: يوجدُ لدينا عدة خُطط في الأدراج في حالِ حصول فوضى، نتأملُ ألَّا نصلَ لذلك، وسنشجع أي مرشَّح سيستمر في طريق أبو مازن، قريباً سأرسلُ تعزيزات ايجابية لأبو مازن، سياساتي هي الحفاظ على الوضع الراهن من خلالِ إدخال بعض التحسينات الطفيفة، لست مقتنعاً باخلاء التجمعات اليهودية من أرض الآباء، وفي نفس الوقت تعهدت بعدم القيام بضم أي جزء من الأرض رسمياً، ما أفهمه أنك لا تريد العودة لأخطاء أسلافك، والسعي نحو الوصول لاتفاق على الوضع النهائي.

الرئيس الأمريكي : فعلاً هو كذلك، الدرس من أفغانستان جيدٌ أيضاً في حالتكم، طالما أن السلطةَ الفلسطينية مستمرة في الفشل، فلا جدوى من بذل الجهود في البحث عن تسويةٍ شاملة، على الفلسطينيين أن يَصحُوا من غفوتهم ويتعافَوا، أنا مؤمنٌ قديم بحلّ الدولتين، لكن هذه الدولة تحتاج أسس متينة لا تتوفر الآن، كل ما أريده منك ألَّا تقومَ بأي إجراء يُوصد البابَ أمامَ التوصل لحلّ الدولتين في المستقبل.

بينيت لن يعطي الفلسطينيين شيء يذكر

رئيس الوزراء بينيت : لا فائدة من الجدال حول حل الدولتين الذي لا أؤمن به، ولا على القومية الفلسطينية التي أشك أنها تريد أن تُخلفنا في بلادنا، فلنركز على الحاضر، لا أستطيع ترك المستوطنين وتجاهل حاجاتهم، علاوةً على ذلك عليَّ التعامل مع الانتقادات السياسية الموجَّهة من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، والمعارضة اليمينية بشكل عام.

كل ما أستطيع أن أعدكَ به، هو أننا سنحرصُ على تحسين أوضاع الفلسطينيين في يهودا والسامرة، وتقليص الاحتكاك معهم، سنمنح لهم تراخيص بناء في مناطق C وسنسمح لهم بتطوير البنى التحتية، آملُ أن تعزز هذه الإجراءات مكانة السلطة الفلسطينية، وأن تُوضّح أن التعاون معنا يؤتي ثماره في الشؤون اليومية الحياتية، أنا أقترح أن نشكّل قناة اتصال بيننا لحل الخلافات أثناء القيام بالإجراءات.

الرئيس الأمريكي : حسناً اتفقنا، قبل أن نعود إلى المكتب البيضاوي أريد أن أخبرك بشئ ستحمله معك إلى إسرائيل، أنا مؤيد كبير لإسرائيل، منذ عشرات السنوات ومنذ اليوم الأول لدخولي الحياة السياسية، تُذكّرني إسرائيل دائما بالقِيم الأمريكية، لكنه أمراً ليس جيداً حصلَ معكم في السنواتِ الأخيرة.

لا أقصد فقط ما فعلهُ نتنياهو بالكونغرس، في السنواتِ الأخيرة يبدو لي وكأني لا أعرفكم، أنتم تتغيرونَ ولا تسيرون بالاتجاه الذي سِرتم به في أوقات سابقة، أنت بالتاكيد على علم بالأصوات التي تُسمع في داخل حزبي، لم يكن هذا من دون سبب، والسبب بالتأكيد لا علاقة له باللاسامية، وأيضاً هذا على علاقة بالدرس الذي تعلمته من أفغانستان، لن نستمر في التماهي معكم إذا واصلتم المسير في نفس هذه الطريق، القرارُ لكم، لن نفرضَ عليكم شيئاً، وسنكونَ مخلصين لكل ما نؤمن به، وسنلتفتُ لمصالحنا الخاصة.

ترجمة معاوية علي موسى