أزمة أفغانستان بعيون اسرائيلية

رام الله – بال بلس
نشر حول أزمة أفغانستان الصحفي العبري “جاكي حوجي” “محرر الشؤون العربية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية” مقال له في صحيفة “معاريف” قائلا، “إن استخلاص العبر من الأحداث المتتابعة في أزمة أفغانستان يطرح سؤالاً بقوة: من ستعيِّن إسرائيل خلفاً لأبو مازن؟ ويفترض بعض “غير الواقعيين” أن إسرائيل تنسق بذلك الأمر مع الولايات المتحدة، وآخرون يعتقدون بجزم أن دحلان هو المفضل للقيادة الإسرائيلية”.


وأضاف الكاتب “من الصعوبةِ شرح أنه لا يوجد مخطط كهذا في أدراج الشاباك أو مكتب رئيس الوزراء؛ لأن تعيين قائد للآخرين ليس جزءا مخطط له، فإذا اضطررنا لقتله ليس لدينا مشكلة، ولكن تعيينه؟ لا بالطبع، بعكس الأمريكيين أو البريطانيين أو السعوديين أو الإيرانيين، عندنا هناك فرق، نحن لا نتدخل في تغيير الحكومات، هذا ما حدث عندما قامت حماس بالانقلاب في غزة، ومن المرجح أن يحدث أيضا في رام الله، إن تعيين حاكم على شعب آخر عن طريق التآمر السياسي، هي مهمةٌ فيها تفكير كبير يجمع بين الفهم العميق للساحة المعنية والعلاقات الإنسانية فيها، وحشد الموالين واستخدام معلوماتٍ سرية، والمثابرة وتحديد دافع كبير جداً لتحقيق الإنجاز، نحن بعيدون جداً عن ذلك، إليكم مثالٌ صغير: حل مشكلة الدولارات في غزة لم تتمكن إسرائيل منه بمفردها، بل تم التوصل لاتفاق بمساعدة الآخرين المعنيين فيما كانت إسرائيل تنتظر بفارغ الصبر أن يقوم الآخرين بالعملِ نيابةً عنها، يجب أن نستخلص العبر من أزمة أفغانستان “.

استخلاص العبر من أزمة أفغانستان


وذكر الكاتب، “نتذكرُ محاولة إسرائيل التي شطحت فيها وحاولت تعيينُ رئيسٍ على دولة أخرى، انتهى الأمر بشكل تراجيدي فقد تم تعيين “بشير الجميل” رئيسا للبنان في عام 1982، بعد شهرين ونصف من غزو الجيش الإسرائيلي لبيروت، وبعد أسبوع من انتخابه قام بلقاء “مناحيم بيجين”، و بالأسبوع التالي قُتِل على يدِ المخابراتِ السورية”.

وأضاف، “الدبلوماسية الإسرائيلية لا تهاجم عندما يتعلق الأمر بخطواتٍ استراتيجية، ولا تقوم بالمبادرة وتكتفي بالرد والدفاع فقط، لربما يعزو السبب أننا نتعرض للهجوم منذ سنوات طويلة بسبب استمرارنا بالسيطرة على الفلسطينيين، تُعلمنا أن نبقى منشغلين بشؤوننا الساخنة، والنتيجة أن إسرائيل لا ترى نفسها لاعباً يستطيع إحداث التغييرات، و ليس لديها دافع لذلك ولا إبداع سياسي واسع المدى، وللأسف لا خبراء حقيقيين في هذه الأيام”.

اقرأ أيضاً: بريطانيا: نسعى لإجلاء 6000 شخص من أفغانستان

وأشار الكاتب، “نحن نعرف أن نخطط لصاروخٍ دقيق وأن لا يفلت من العقاب أي شرير، ربما نستطيع هنا وهناك أن ننفذ حملة سياسية فعالة موضعية، ولكن خطوة سياسية استراتيجية قد تغير قواعد اللعبة فإننا نتمنى أن يفعل الآخرون ذلك لحسابنا، فقبل أسابيع ذُكر أن إسرائيل رفضت طلباً مصرياً للوساطةِ مع إثيوبيا حول أزمة “سد النهضة”، وكانت إسرائيل تخشى فشل الوساطة وقيام المصريون بتحميلها مسؤولية الفشل رسمياً أو عبر قنواتهم الاعلامية”

.
وأكد الكاتب، “يعكس الرفض الإسرائيلي للوساطة “عدم ثقة بالنفس” فتتوق بلدان كثيرة في العالم لِلعب دور الوسيط وتسجيل نقاطٍ مهمة وتحقيقُ مكانةٍ بذلك، كثير من الدول تنقضُّ على الفرصة من دون أن تفكر بالنتائج، صحيح أنه من ممكن أن تفشل ولكن لا يهتمون كما إسرائيل”.

وضرب مثلاً، “لا أعرف سبب فشل الأمريكيين بأفغانستان، ولكني أعرف فشلهم في العراق.
بعد أن قاموا بأقصاء صدام حسين، فقد ارتكبوا خطأً صبياني، حيث قاموا بتفكيك الجيش العراقي وأرسلوا ضباطه إلى البيت، فاكتسبوا لأنفسهم أعداء محترفين راغبون بالانتقام، وأيضاً فعلوا الأمر نفسه مع الوزارات الحكومية.
في العراق يقولون إن بوش الذي حل الجيش العراقي أسس القاعدة، وخليفته أوباما بانسحابه من العراق أسس داعش”.

ترجمة معاوية علي موسى